الفبركة عبر الذكاء الاصطناعي.. انتشار شائعة تفجير مبنى البنتاغون الأميركي!
لقد ظهرت في الآونة الأخيرة مشاهد كثيرة ملفتة للنظر تظهر استخدامات الذكاء الاصطناعي، حيث أظهر هذا المجال قوته بطرق إيجابية وأخرى سلبية.
فقد ظهرت صورة مفبركة بواسطة الذكاء الاصطناعي تصوُّر انفجارًا في مبنى البنتاغون أي مبنى وزارة الدفاع الأميركية وانتشرت بسرعة على منصات التواصل الاجتماعية.
هذه الصورة المرعبة، التي تُظهر الدخان يتصاعد من المبنى الأميركي الشهير، تمت مشاركتها من قبل الكثير من الحسابات، بما في ذلك قناة إعلامية روسية تابعة للدولة.
ما جعل هذا الحادث أكثر إثارة للاهتمام هو حقيقة أن انفجار البنتاغون الزائف انتشر عبر حساباتٍ كثيرة عبر تويتر غير رسمية وهي تحمل علامات التحقق الزرقاء.
وقد أدى ذلك إلى تفاقم الارتباك وتضخيم تأثير هذه الشائعة، مما ألقى الضوء على أهمية التحقق الصارم من المصدر.
كما سلط الضوء على النتيجة غير المفاجئة لمعايير إيلون ماسك الجديدة وسياسته في تويتر المنقحة للتحقق من الحساب.
ومع اكتساب الصورة الفيروسية زخمًا، شهدت سوق الأسهم الأمريكية انخفاضًا مؤقّتًا، على الرّغم من أنها عادت وانتعشت بسرعة بمجرد الكشف عن الصورة على أنها خدعة.
كما تأثرت عملة البيتكوين- Bitcoin، العملة الرقمية الرائدة، بانهيارٍ مفاجئٍ قصير مع تداول الأخبار المزيفة هذه، مما تسبّب في انخفاض قيمتها مؤقّتًا إلى 26500 دولار. ومع ذلك، فإن سعر البيتكوين يتعافى تدريجيًّا ويتم تداولها حاليًّا بسعر 26882 دولارًا، كما ذكرت CoinGecko.
كان تأثير الخدعة كبيرًا بما يكفي لإثارة تدخل إدارة إطفاء مقاطعة أرلينغتون، التي شعرت بأنها مضطرة لمعالجة الموقف.
ومن خلال تغريدةٍ، أوضحوا أنه لم يكن هناك انفجار أو حادث في البنتاغون أو بالقرب منها، مطمئنين الجمهور بأنه لا يوجد خطر.
وقد أثارت حالات هذه الممارسات الخادعة مخاوف جدية بين النقاد الذين يشككون في التطور غير المنظم للذكاء الاصطناعي.
كما حذّر الخبراء في هذا المجال مرارًا وتكرارًا من احتمال إساءة استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة من قبل الجهات الفاعلة الحاقدة، التي يمكن أن تستغلها لنشر المعلومات الخاطئة وخلق فوضى عبر الإنترنت.
وهذا الحادث ليس الأول من نوعه. فقد سبق أن ضلّلت الصور الفيروسية التي تم إطلاقها بواسطة الذكاء الاصطناعي الجمهور، بما في ذلك صور البابا فرانسيس وهو يرتدي سترة Balenciaga، والاعتقالات المزيفة للرئيس دونالد ترامب، ومقاطع الفيديو المزيفة العميقة التي تضم مشاهير مثل إيلون ماسك أو سام بانكمان فرايد يروجون لعمليات الاحتيال بالعملات الرقمية.
وقد أعربت شخصيات مشهورة عن قلقها إزاء انتشار المعلومات المضللة.
في الواقع، دعا المئات من خبراء التكنولوجيا إلى وقف مؤقت لمدة ستة أشهر للتقدم في تطوير الذكاء الاصطناعي حتى يتم وضع إرشادات السلامة الكافية. حتى الدكتور جيفري هينتون، الذي ينظر إليه على نطاق واسع على أنه “الأب الروحي للذكاء الاصطناعي”، استقال من منصبه في غوغل للتعبير عن مخاوفه بشأن مخاطر الذكاء الاصطناعي المحتملة مع الحفاظ على سمعة صاحب العمل السابق.
وتساهم هذه السلوكيات السلبية بواسطة الذكاء الاصطناعي كتلك التي ذكرت في هذا المقال في اليقين حول ضرورة وجود أطر تنظيمية وأخلاقية للذكاء الاصطناعي. ومع استمرار الذكاء الاصطناعي في التطور نحو اكتساب قدرات قد تصل بتقنياته للقدرة على التسلّط والتحكّم في حال تم استخدامه من قبل الأفراد الهواة لنشر الأخبار المزيفة والمقلقة، يمكن بالتالي أن تكون العواقب مخيفة. لهذا السبب، يعتبر تنظيم الذكاء الاصطناعي ليس أمرًا بالغ الأهمية فحسب، بل إنه ضروري للغاية وبأسرع وقتٍ في هذه المرحلة، لأنه يمكن أن يؤدي إلى كوارث عالميّة.