بعد انهيار القطاع المصرفي.. العملات المستقرة باتت ملاذ آمن للبنانيين والـ USDT تتصدر المشهدية!
في ظلّ استئثار البطالة على سوق العمل وغرق لبنان في أزماته الإقتصادية، لجأت شريحة كبيرة من اللبنانيين إلى التداول بالعملات الرقمية لعلّهم يجنون المال ويواكبون النظام المالي العالمي الجديد. فلجأ البعض إلى التداول بالعملات الرقمية الإعتيادية المعروفة كالبيتكوين، الإيثيريوم، وغيرها من العملات، إلّا أنّ فضّل البعض الآخر التداول بالعملات المستقرة تفادياً لخسارة قيمة أموالهم في حال حدوث أي تقلّب في سوق الكريبتو.
يتأرجح سعر العملات الرقمية في سوق الكريبتو متأثراً بقرارات وأحداث إقتصادية منها وتقنية، وربما بسبب تغريدة يطلقها أحد أقطاب قطاع التكنولوجيا مثل “إيلون ماسك” وغيره. لذا، يعد خيار تخزين قيمة الأموال بطريقة تستبعد التقلبات، أمراً ضرورياً للغاية، وفي هذه الحال، يكون التداول والإحتفاظ بالعملات المستقرة هو الحل الأمثل.
لا يقتصر هذا الخيار على متداولي العملات الرقمية فقط، بل يتوسع أيضا ليشمل تجار التجزئة لقبول العملات الرقمية دون الحاجة إلى القلق بشأن تقلبات الأسعار.
في معظم الحالات، يتم ربط معظم العملات المستقرة بعملات تقليدية ورقية مستخدمة على نطاق واسع مثل الدولار الأميركي أو اليورو، ويكون بعضها مرتبط بالسلع، مثل الذهب. فبالنسبة للعديد من متداولي العملات الرقمية، فإن العملات الرقمية المستقرة تعمل بمثابة قارب نجاة يهربون إليه عندما يريدون التحوط من محفظتهم الرقمية دون صرف الأموال إلى عملات ورقية.
تواجه العملات المستقرة تحديات واسعة فيما يخص الالتزام بالارتباط بالدولار الأميركي، وقد تفاقمت تلك التحديات إبّان أزمة المصارف الأميركية في مارس الماضي، بما هزّ ارتباط بعضها بالدولار.
ومن أشهر العملات المستقرة عملة Tether -USDT، والتي أبصرت النور للمرة الأولى في العام 2014، وهي مدعومة بالكامل باحتياطيات نقدية وسندات الخزانة قصيرة الأجل، وقد شهدت إبّان أزمة المصارف الإقليمية الأميركية في مارس، انهياراً واسعاً بعد انهيار مصرف سليكون فالي.
ومن بين العملات المستقرة أيضاً عملة USDC والتي لم تستطع المحافظة على الارتباط بالدولار بعد أزمة سيلكون فالي، وسجلت أخيراً أدنى مستوياتها في عامين. ومن العملات المستقرة أيضاً DAI و Binance وغيرها.
إقبال لبناني كبير على التداول بالعملات المستقرة
أجرى موقع “أنلوك بلوكتشين” بنسخته العربية، إستطلاع بحث فيه نسبة الإقبال على العملات الرقمية في لبنان بشكل عام والعملات المستقرة بشكل خاص، مظهراً إقبالاً كبيراً من اللبنانيين وبخاصة الشبّان على العملات الرقمية. وشمل الإستطلاع أهم جهات لبيع العملات الرقمية على أنواعها في لبنان.
أجمعت الجهات على إقبال كبير من فئة الشبان على التداول بالعملات الرقمية بدءاً من عام 2021 حتى اليوم، لافتين إلى أنّ 60% منهم يتداولون بالعملات المستقرة، ويعتبرونها أكثر أماناً من العملات الرقمية الأخرى وبخاصة بعد سلسلة الإنتكاسات التي أصابت قطاع الكريبتو.
هذا ويتم التداول بالـ USDT أكثر من الـ USDC نظراً لعوامل عدة أهمها:
- اعتمادها على نطاق واسع: اكتسبت الـ USDT اعتمادًا واسع النطاق والتي غالبًا ما تكون متاحة بسهولة أكبر في منصات العملات الرقمية، فسيولتها العالية تجعلها الخيار المفضل للمتداولين.
- الهيمنة في السوق: تتمتع عملة USDT تاريخيًا بقيمة سوقية وحجم تداول أعلى من عملة USDC، مما يجعلها الخيار الفعلي للعديد من المتداولين والمستثمرين.
- أزواج التداول: تقدم بعض البورصات المزيد من أزواج التداول مع USDT مقارنة بـ USDC. وهذا يعني أنه قد يكون لديك المزيد من الخيارات لتداول العملات الرقمية الأخرى مقابل USDT، الأمر الذي قد يكون جذابًا للمتداولين.
ويلعب تاريخها دوراً في اعتمادها أو تفضيلها على عملة الـ USDC، نظراً لأنها أقدم، لذلك قد يشعر بعض المتداولين والمستثمرين بمزيد من المعرفة والراحة حيالها.
واقع العملات المستقرة في لبنان بحسب جهات البيع
ولمعرفة التفاصيل حول حركة التداول بالعملات الرقمية والمستقرة في لبنان، كان لـ “أنلوك بلوكتشين” حديث خاص مع الرئيس التنفيذي لشركة ” Coinsmarket.lb”، السيد “ماريو عواد”، كاشفاً أن عمليات شراء العملات الرقمية في لبنان تزداد يوماً بعد يوم، على الرغم من اتجاهها البطيء حالياً، نظرًا لدخول السوق في حالة تراجع لأكثر من عامين. ومع ذلك، فإن التطور والابتكار في هذا المجال هما سيّدا الموقف وحجر الأساس.
أمّا بالنسبة للعملات المستقرة، فأشار “عواد” إلى أن اللبنانيين يشترون العملات المستقرة بوتيرة مستمرة ونسبة عالية لنقل الأموال لأفراد عائلاتهم في الخارج والعكس، وأيضًا يعتمدونها كوسيلة للحفاظ على قيمة أموالهم، وبخاصةٍ بعد فقدانهم للثقة بعد انهيار القطاع المصرفي.
وقال: “إنّ العملات الرقمية بشكل عام والمستقرة بشكل خاص تجذب شريحة كبيرة من اللبنانيين كونها تمتاز بشفافيتها حيث يمكن لأي شخص رؤية عملية التداول عبر شبكة البلوكتشين دون الحاجة إلى وسيط، وكونها متاحة على مدار الساعة. الأمر الذي بات يفتقر إليه اللبنانيون في ظل أزمة المصارف الخانقة التي يعانون منها”.
وفي ما يتعلّق بالرسوم التي تتقاضاها جهات البيع، فكشف “عواد” أنها تتراوح في الوقت الحالي بين 1% و 2%، وذلك بحسب العرض والطلب في السوق، وتزداد بشكل كبير عندما يتجّه السوق صعوداً.
وبحسب “عواد”، إنّ الرقمية العملات تحد من انتشار الجرائم المالية، على الرغم من وجود العديد من المحتالين في الوقت الحالي. ونظرًا لتجربة اللبنانيين مع انهيار النظام المصرفي، فهو يتوقع أن ترتفع نسبة اعتماد اللبنانيين للعملات الرقمية والمستقرة أكثر فأكثر، مما سيؤدي إلى حدوث استقرار مالي.
وفي السياق عينه، كان لـ “أنلوك بلوكتشين” حديث آخر مع الرئيس التنفيذي لشركة “WK Beast” السيد “وليد قصابية”، وهو أيضاً من أحد من أهم جهات بيع العملات الرقمية في لبنان والمعروف بـ “WK Beast” على مواقع التواصل الإجتماعي، الذي كشف أن الإقبال على العملات الرقمية كان كبيراً جداً وبخاصة خلال العامين الماضيين، ولكن بالطبع اليوم ومع تراجع سوق الكريبتو، بات الإقبال عليها أقلّ، ولكن هذا لا يعني أنّ زخم العملات الرقمية في لبنان قد خفّ.. بل على العكس!
هذا ولفت “قصابية” إلى الإقبال الكثيف على العملات المستقرة وبخاصة الـ USDT التي يتم التداول بها أكثر من الـ USDC، مشيراً إلى أنه بات هناك مؤسسات وشركات عدة في لبنان تقبل الدفع بعملة الـ USDT، كمتاجر للألبسة، مطاعم وحتى تجّار سيارات.
وبالنسبة للرسوم التي تتقاضاها شركة “WK Beast” فهي ثابتة لا تتبدّل، بنسبة 5% بحسب المعلومات الواردة على التطبيق الخاص بالشركة. عامّةً، تتراوح نسبة الرسوم في لبنان بين 1 و5%.
كما أعرب “قصابية” عن تفاؤله بمستقبل الكريبتو في لبنان عامةً والعملات المستقرة خاصةً، مشيراً إلى أن أعداد المتداولين إلى ازدياد ونسب الشركات والمتاجر التي تتقاضى مدفوعاتها بالكريبتو مرجّحة للارتفاع، وبخاصة في العام المقبل.
العملات الرقمية.. حجر أساس في النظام المالي العالمي
من جهته، كشف الخبير في التحول الرقمي البروفيسور “بول سمعان”، أنّ “العملات الرقمية هي حجر أساس في النظام المالي العالمي مستقبلاً، ويمكن الاستفادة من مميزاتها بدءاً من اليوم، لكن شرط معرفة الإستثمار بها”.
وتابع: “نحن في لبنان بحاجة لتشريع لضبط وإدارة عالم العملات الرقمية كغيره من البلدان وبخاصة الإمارات.
وفي ما يتعلق بالوعي والإدراك في مجال العملات الرقمية في لبنان، كشف خبير التحول الرقمي أنّ نسبة الوعي بهذا الشأن باتت مرتفعة، ولكن بطبيعة الحال هناك شريحة كبيرة لا زالت بعيدة كل البعد عن فهم وتداول العملات الرقمية. وفي هذا السياق، شجّع على تعلّم وفهم العملات الرقمية قبل الإستثمار بها، داعياً المستثمرين لتخزين عملاتهم في محافظ آمنة والتداول من خلال منصات معروفة وآمنة.
بالنسبة للعملات المستقرة، فإنّ الإقبال عليها يكون أكثر من العملات الرقمية الأخرى، كونها تحافظ على قيمتها لأنها تتجنب تقلبات السوق ولا تتأثّر بها، مشيراً إلى الهدف من الاستثمار بالعملات الرقمية.
وقال: “في حال كان الهدف الإستثمار على المدى الطويل والتحوّط من تقلبات السوق، ينصح باعتماد العملات المستقرة، أمّا في حال كان الهدف تبادل العملات وجني المال خلال فترة زمنية قصيرة، فبالطبع العملات الرقمية كالبيتكوين، الإيثيريوم وغيرها، تكون هي الخيار الأمثل”.
شركات ومؤسسات لبنانية تقبل المدفوعات بالـ USDT
بعد البحث المعمّق الذي قامت به “أنلوك” بنسختها العربية، اتّضح لنا أنّ هناك جهات و مؤسسات عدة تبحث في الإنخراط في عالم العملات الرقمية والمستقرة بشكل خاص لمواكبة التطور الحاصل ونظراً للطلب الكبير عليها.
واللافت أنّ القطاعات على اختلافها بدأت بقبول العملات المستقرة كطريقة للدفع، وأهمها شركة “Mojitech” وهي واحدة من شركات الكمبيوتر الرائدة في لبنان التي تبيع أدوات الحاسوبية بالجملة والتجزئة. وفي هذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي لـ Mojitech، السيد “جيمي الخوري”، أنّ الإقبال على الـ USDT بات كبيراً وبعد الطلب الكبير والمتكرر من الزبائن، أعلنّا قبول المدفوعات بعملة الـ USDT المستقرة، فنحن منفتحون على مواكبة التطور وتلبية حاجة ورغبة زبائننا”.
من جهته، كشف السيد “مارك الخوري” صاحب متجر “فرح الخوري” للمجوهرات في البترون أنّ الإقبال لديه على الدفع بالـ USDT ليس كبيراً، فحركة الدفع بها لا تزال خجولة. وعزى “الخوري” سبب قبوله الدفع بالـ USDT إلى طبيعتها كونها مستقرة وآمنة وغير متقلّبة كغيرها من العملات الرقمية، فيمكنه تحصيل قيمتها بالعملة النقدية دون أن يتغير سعرها. وحول إمكانية قبول عملة رقمية أخرى كالبيتكوين أو الإيثيريوم، رفض “الخوري” الفكرة مشيراً إلى أن العملات الرقمية الأخرى متقلبة جداً ونسبة الخسارة فيها مرتفعة، لذا، أفضّل البقاء على اعتماد عملة الـ USDT المستقرة.
بالنسبة للرئيس التنفيذي لشركة “vape addict” السيد “صلاح بشارة”، إنّ فكرة قبول المدفوعات بالعملة المستقرة جذبت عدد كبير من الزبائن وبخاصة المسافرين منهم خارج لبنان. أما بالنسبة لاختياره لعملة الـ USDT تحديداً، فلفت “بشارة” إلى أنّها الحل الأمثل كَونَ قيمتها ثابتة لا تتأثر بالتقلبات الحاصلة في سوق الكريبتو مشيراً إلى أنه يزيد فوق قيمة العملة المستقرة ليستثمر بالبيتكوين والإيثيريوم.
هذا وأكّد أن متجره لن يقبل المدفوعات الرقمية إلّا من خلال ال USDT وقبول عملة رقمية أخرى هو أمر غير وارد.
بالأرقام.. تراجع في نسبة تداول العملات الرقمية في لبنان
كشف تقرير “تشيناليسيس” أن قيمة العملات الرقمية التي تلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة تجاوزت الـ 34.9 مليار دولار. في حين أن هذا يمثل انخفاضًا بنسبة 17 في المائة مقارنة بالعام السابق، إلّا أن كانت حركة سوق العملات الرقمية في البلاد أفضل بكثير من العديد من الدول الأخرى في المنطقة بما في ذلك قطر التي شهدت انخفاض بنسبة 26 %، وعمان بنسبة 49 %، أمّا لبنان فشهد انخفاض بنسبة 96%.
كما سبق وذكرنا في الإستطلاع الذي قمنا به، إنّ الإقبال الكبير على العملات الرقمية في لبنان كان قبل دخول سوق الكريبتو في حالة الركود التي يسهدها اليوم، ولكن هذا لا يعني أنّ التداول بالكريبتو معدوم، بل على العكس، فالشعب اللبناني بات منفتحاً جداً على التداول بالعملات الرقمية وبخاصة في ظل الأزمة الإقصادية التي تعصف به، فهو يبحث اليوم عن ملاذ آمن يساعده على تخطّي خسارته الكبيرة.
“الكريبتو”.. ملاذ آمن للدول المتعثرة؟
وفقًا لموقع CoinGecko، يحتل لبنان الصدارة في مؤشر فضول البحث “search curiosity” برصيد 1200 نقطة. وهذا يضع لبنان على مسافة بعيدة عن أقرب منافسيه، سلوفينيا التي سجلت 835 نقطة، والإمارات العربية المتحدة، التي حصلت على 566 نقطة.
هذا وتعتبر كل من سلوفينيا والإمارات العربية المتحدة غنية نسبياً بلبنان. ومع ذلك، كان كلاهما أيضًا من أوائل المستخدمين للعملات الرقمية وتقنية البلوكتشين، على أمل الحصول على الأفضلية في الأسواق الناشئة.
ولكن إلى جانب تلك البلدان، انضم إلى لبنان عدد من الاقتصادات المتعثرة الأخرى. وتحتل نيجيريا التي تعاني من ارتفاع معدلات التضخم وأزمة نقص السيولة مؤخرًا، المركز الخامس بإجمالي نقاط 371 في اهتمامها بالعملات الرقمية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. بينما تحتل سريلانكا، التي عجزت عن سداد ديونها السيادية في عام 2022، المرتبة الثامنة، وتحتل باكستان التي تمر بأزمة اقتصادية وسياسية مستمرة، المرتبة 17 برصيد 56 نقطة.
لذا، يمكننا الإستنتاج أن في الدول المتعثرة، يلجأ المواطنون إلى ملاذ آمن ربما وجدوه في التكنولوجيا الجديدة، وأهمها العملات الرقمية، لتعويض خساراتهم الإقتصادية، وبخاصة لبنان.
كيف علّق اللبنانيون؟
هذا ولم يقتصر الإستطلاع على آراء الخبراء وجهات البيع فحسب، بل شمل آراء اللبنانيين، التي على ما يبدو كانت متفاوتة في موضوع تداول العملات الرقمية عامةً والمستقرة خاصةً، ولكن كانت بمعظمها إيجابية ومشجّعة.
بالنسبة لـ”وائل”، الشاب العشريني المندفع، إنّ العملات الرقمية هي الملاذ الآمن له ولكثيرين من أبناء جيله بعد تدهور الوضع الإقتصادي في لبنان، وقال: “إنّ التداول بالعملات الرقمية كان أفضل قرار اتخذته في حياتي، فمن خلال متابعة الأخبار عن كثب وتحليل حركة سوق الكريبتو جيداً، تمكّنت من تأمين قسط جامعتي على فترة عامين، وها أنا اليوم أستعد للتوسّع في هذا المجال والتداول بمبالغ أكبر”. ولفت إلى أن عملة الإيثيريوم هي عملته المفضلة مشيراً إلى أن لديها مستقبل باهر وستتفوق على البيتكوين.. فيما لم يعر العملات المستقرة إهتماماً وفضّل التداول بالإيثيريوم وغيرها من العملات المتداولة على نطاق واسع.
أما “مروان”، وهو في مقتبل العمر، ففضّل التداول بالعملات المستقرة كونها أكثر أمانًا نظرًا لاستقرار أسعارها، وانخفاض التقلبات، وقدرتها على التحوط ضد التقلبات التي يمكن أن تحصل. وبرإيه، إنّ التداول بالعملات الرقمية الأخرى كالبيتكوين والإيثيريوم محفوف بالمخاطر، لذا، يفضّل البقاء على التداول بالعملات المستقرة.
وأيضاً، كان لـ “فادي”، وجهة نظر مشابهة، فهو يفضّل العملات المستقرة، لكنه يتداول بكلاهما. فبالنسبة له، العملات الرقمية الأخرى لا تقلّ أهمية عن المستقرة، مشدداً على دور وأهمية العملات الرقمية في عصرنا هذا، وبخاصة في ظل تدهور الليرة اللبنانية. وأكّد على ضرورة وضع أطر تنظيمية في أسرع وقت للتداول بها بطريقة آمنة كما نشهد في بعض الدول الأخرى وأبرزها الإمارات.
ماذا عن تنظيم العملات الرقمية؟
كشف مصدر مالي رفيع في المصرف المركزي اللبناني لـ “أنلوك بلوكتشين” أنّ لبنان بعيد حالياَ عن تشريع التداول العملات الرقمية ومنها المستقرة نظراً للأزمة الإقتصادية الكبرى التي تعصف به، والمخاطر الناجمة عن التداول بالعملات الرقمية كونها غير مركزية.
هذا وسبق أن بحث مصرف لبنان في فكرة طرح عملة رقمية صادرة عن المصرف المركزي “CBDC” بهدف تقليص التعامل بالعملات النقدية، ولكن الأزمة الإقتصادية منعت المركزي اللبناني من المضي قدماً في هذه الخطوة، مشيراً إلى أنّ الأولوية اليوم هي لإعادة هيكلة الإقتصاد اللبناني.
أخيراً، إنّ العملات الرقمية باتت في الآونة الأخيرة بالنسبة لشريحة كبيرة من اللبنانيين بمثابة ملاذ آمن ووسيلة لتحقيق أرباح لتعويض الخسائر التي تكبّدتها خلال إنقاذ أموالها من المصارف. صحيح أن نسبة الأرباح التي حققها عدد كبير من اللبنانيين كانت مرتفعة، إلّا أنّ خطر الخسارة دائماً موجود، لذا، يجب على اللبنانيين التحلّي بالمعرفة المعمّقة في هذا المجال وفهم التكنولوجيا القائمة عليها العملات المستقرة والرقمية، “البلوكتشين”. فهذه التقنية هي حجر الأساس لتقنيات عدّة أخرى قد تبدّل النظم المالية العالمية والقطاعات على أنواعها وتقلبها رأساً على عقب! فهل يستفيد لبنان من هذه التقنية لتخطي أزماته المتلاحقة أم يبقى الإهتمام مسلّط فقط على العملات الرقمية لجني الأرباح؟