الذكاء الاصطناعي أداة لتعزيز القيم الأخلاقية: رؤية إماراتية للمستقبل
أكدت دولة الإمارات أهمية تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات أخلاقية، أخذاً بعين الاعتبار الآثار الإيجابية المحتملة للذكاء الاصطناعي على التقدم التكنولوجي والتنمية المستدامة، داعية إلى وجود إطار دولي فعال لمعالجة الشواغل المتصلة بالذكاء الاصطناعي، ونقل المعارف، وبناء القدرات التكنولوجية في التعامل مع التحديات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
وقالت الإمارات أمس، في بيان أمام مجلس الأمن الدولي، ألقاه عمران شرف، مساعد وزير الخارجية لشؤون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة: “إن انتشار واستيعاب التكنولوجيا الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي، يتحرك بسرعة مذهلة، فمنذ أن استغرق الهاتف الثابت نحو 75 عاماً ليصل إلى 100 مليون مستخدم، وصل “تشات جي بي تي” إلى 100 مليون مستخدم في شهرين فقط”.
وأضاف عمران شرف: “هذه نتيجة مذهلة توضح الفرص المحتملة، فضلاً عن المخاطر، التي يفرضها التبني السريع للذكاء الاصطناعي”، مبيناً ونحن كمجتمع عالمي، يجب علينا أن نتعلم بسرعة كيفية تسخير هذه التكنولوجيا لتحقيق الخير والاستعداد لخصائصها السلبية المحتملة.
وأكد أن الذكاء الاصطناعي سيحفز التقدم التكنولوجي ويسهم في التنمية المستدامة، مشيراً إلى أننا نشارك المخاوف الواسعة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وأهمية إنشاء إطار فعال للتخفيف من الضرر. وتابع عمران شرف، إن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ستعمل حتماً على تطوير سياسات محلية متنوعة في مجال الذكاء الاصطناعي، استناداً إلى قدراتها ووجهات نظرها الوطنية.
وأكد خلال البيان أن الأولويات الرئيسة لدولة الإمارات ستكون ذات شقين، الأول ضمان احترام بعض الاختلافات، حتى يتمكن الذكاء الاصطناعي من التطور في السياقات الوطنية أو الإقليمية المناسبة، والثاني التأكد من أن الاختلافات لا تؤدي إلى زيادة الفجوات بين الاقتصادات المتقدمة والنامية.
وقال شرف: “يجب على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وأصحاب المصلحة الرئيسين، مثل شركات التكنولوجيا، أن تعمل معاً لتطوير معرفة واسعة النطاق بالذكاء الاصطناعي”، مؤكداً أهمية أن نتعلم جيداً كيفية العمل مع الذكاء الاصطناعي حتى نتمكن من توجيهه نحو اتخاذ قرارات أخلاقية تعزز الشمولية والتسامح والازدهار، وليس العكس، وإلا فإن عقوداً من التقدم في مكافحة التمييز، بما في ذلك التمييز بين الجنسين ضد النساء والفتيات، وكذلك ضد الأشخاص ذوي الإعاقة، سيتم تقويضها.