سباق إقليمي ضخم.. الإمارات نموذج رائد في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي
تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى ترسيخ نفسها كقوة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى المنطقة. وأثار هذا الطموح منافسة شديدة داخل المنطقة، مما أدى إلى سباق لبناء مراكز بيانات باستثمارات ضخمة لدعم هذه التكنولوجيا المتطورة، وفقًا لتقرير صادر عن وكالة “بلومبرغ”.
ينبع سعي الإمارات لريادة مجال الذكاء الاصطناعي من اعتبارات تكنولوجية وجيوسياسية على حد سواء. من الناحية التكنولوجية، يسهل القرب من العملاء الوصول إلى الخدمات بشكل أسرع وأكثر سلاسة. أما من الناحية الجيوسياسية، فإن استضافة البيانات القيمة على خوادم محلية يضمن الامتثال للوائح المحلية ويحمي من التدخل الأجنبي.
وتماشياً مع هذه الاستراتيجية، تعمل الإمارات بجد على تطوير نماذج لغة كبيرة تشبه نموذج “تشات جي بي تي” التابع لشركة “أوبن إيه آي”، بالإضافة إلى تخزين الآلاف من الرقائق المصممة خصيصًا، وفقًا لصحيفة فايننشال تايمز. هذا الأسبوع، ذكرت وكالة بلومبرغ أن الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي”، سام ألتمان، التقى مؤخراً بمسؤولين ومستثمرين في الإمارات لمناقشة كيفية عمل القطاع الخاص على دعم البنية التحتية واسعة النطاق للذكاء الاصطناعي.
وفي إطار تعزيز التزامها بالذكاء الاصطناعي، أطلقت أبوظبي صندوقًا استثمارياً في مجال الذكاء الاصطناعي يصل حجمه إلى 100 مليار دولار خلال سنوات. وهذا يبرز تصميم الإمارات العربية المتحدة على أن تصبح مركزًا عالميًا لابتكار وتطوير الذكاء الاصطناعي.
هذا ولا تمتلك دول الخليج العربية مراكز بيانات بحجم تلك الموجودة في أوروبا الغربية. ففي نهاية عام 2023، كان لدى الإمارات العربية المتحدة 235 ميجاوات من سعة مراكز البيانات، بينما كانت لدى السعودية 123 ميجاوات، مقارنة بألمانيا التي بلغت 1060 ميجاوات، وفقًا لشركة الأبحاث DC Byte.
ولسد هذه الفجوة، تخطط الإمارات العربية المتحدة لزيادة قدرتها على مراكز البيانات بمقدار 343 ميجاوات خلال السنوات القليلة المقبلة.
إلى ذلك، يتوقع تقرير حديث صادر عن شركة PricewaterhouseCoopers أن الذكاء الاصطناعي سيساهم بـ 96 مليار دولار في اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة بحلول عام 2030، مما يضعها في المرتبة الثالثة بعد الصين والولايات المتحدة من حيث التأثير الأكبر للذكاء الاصطناعي على الناتج المحلي الإجمالي.
كما أكد معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، أن الإمارات العربية المتحدة تمتلك العديد من المزايا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث بدأت في بناء مراكز البيانات منذ أكثر من عقدين من الزمن كجزء من مبادرة مدينة دبي للإنترنت.
بدوره، أشار كولم شورتن، أحد كبار المديرين في شركة Jones Lang LaSalle، إلى أن الإمارات العربية المتحدة هي الأكثر ذكاءً في مجال التكنولوجيا بين دول الخليج بفضل استعدادها لتجربة تقنيات ومعدات جديدة.
هذا وتُعد مجموعة جي 42 من أهم جهود الإمارات العربية المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي. وتعمل المجموعة مع شركة Cerebras Systems، وهي شركة ناشئة مقرها في سانيفيل، كاليفورنيا، على تطوير شرائح مخصصة للذكاء الاصطناعي تنافس شركة Nvidia.