مع تراجع التوترات الجيوسياسية.. المستثمرون يترقبون تنصيف البيتكوين

مع انحسار التوترات الجيوسياسية العالمية، يتجه اهتمام عدد متزايد من المستثمرين في سوق العملات الرقمية، وخاصة البيتكوين، نحو حدث تنصيف البيتكوين.
يعتبر تنصيف البيتكوين، عنصر أساسي في السياسة النقدية للبيتكوين، فهو حدث محدد مسبقًا يحصل كل أربع سنوات تقريبًا. يتم خلال التنصيف تخفيض معدل إنتاج البيتكوين إلى النصف، مما يزيد من الندرة ويقلل من معدل نمو المعروض. فتهدف هذه الآلية الانكماشية إلى الحفاظ على قيمة البيتكوين بمرور الوقت وتنظيم التضخم.

شهدت أحداث تنصيف البيتكوين السابقة نشاطًا كبيرًا في السوق، وغالبًا ما تُوّج ذلك بارتفاعات كبيرة في الأسعار تسبق الحدث وتتبعه. يعتمد الاتجاه التاريخي الموصوف على ديناميكيات العرض والطلب للبيتكوين، أي عندما ينخفض عرض العملات المعدنية الجديدة، يزداد توفر العملات الموجودة، مما يحفز بدوره الطلب ويتسبب في ارتفاع الأسعار.
في خضم التطورات الجيوسياسية الأخيرة، مثل المداولات الدبلوماسية وتراجع التوترات، شهد المستثمرون في جميع أنحاء العالم، بمن فيهم المستثمرون في العملات الرقمية، موجة من التفاؤل. فأدى تعزيز الثقة والاستقرار إلى إعادة توجيه المستثمرين انتباههم نحو العوامل الأساسية المؤثرة على سعر البيتكوين، بما في ذلك حدث التنصيف المقبل.

مع الإستعداد لحدث التنصيف المقبل، تمت ملاحظة دخول مؤشر الخوف والجشع للبيتكوين إلى منطقة الجشع الشديد. حيث ارتفع المؤشر يوم الاثنين 15 أبريل من 72 إلى 74. ومن المحتمل أن يشير دخول السوق إلى منطقة الجشع الشديد إلى انخفاض محتمل لعملة البيتكوين عن مستوياتها الحالية. ومع ذلك، يمكن أن توفر بيانات تدفق سوق صناديق تداول البيتكوين الفورية رؤى حول الاتجاهات قصيرة الأجل.

شهد سوق صناديق تداول البيتكوين الفورية عمليات سحب صافية بقيمة 82.8 مليون دولار خلال الأسبوع المنتهي في 12 أبريل. وقد يتأثر طلب المستهلكين على البيتكوين في وقت مبكر من الأسبوع بسبب عمليات السحب الصافي.
مع اقتراب حدث تنصيف البيتكوين، يزداد النشاط المضاربي وتوقعات السوق. فيسعى كل من المستثمرين والمحللين إلى التنبؤ بتأثير الحدث على مسار سعر البيتكوين. كما يتوقع البعض تكرار موجات الصعود السابقة التي تحفزها عملية التنصيف، مستشهدين بسوابق تاريخية وعوامل مثل الاهتمام المتزايد والتبني المؤسسي.
على الرغم من أن البيتكوين تشهد حاليًا فترة تنصيف، فمن الضروري إدراك عوامل المخاطر المحتملة وعدم اليقين التي قد يكون لها تأثير على ديناميكيات السوق. على المدى القريب إلى المتوسط، قد يتأثر سعر البيتكوين بالاتجاهات الاقتصادية الكلية والتعديلات التنظيمية والأحداث الجيوسياسية غير المتوقعة.