تعاون بين هيئة الطرق والمواصلات و”سمارت كراود” لتطوير المشاريع العقارية الممثلة رقمياً
تمتلك تكنولوجيا البلوكتشين الرائدة القدرة الكبيرة على إحداث تغييرات جذرية في الأسواق القائمة وتوسيع فرص التوزيع، لا سيما بالنسبة للمستثمرين الأفراد. ومع ذلك، غالبًا ما تظهر اعتبارات تنظيمية عندما تستهدف المشاريع المستثمرين الأفراد، مع التشديد على أمن الممثلات الرقمية وحماية المستثمر. ويبدو الدعم المؤسسي حاليًا أكثر قوة. ومع ذلك، يظل سؤال شائع: لماذا نسعى إلى التمثيل الرقمي؟
قد لا تكون الفوائد المباشرة واضحة للعيان، ولكنها تصبح جلية مع نمو المشاركة. تشمل هذه المزايا توزيعًا أوسع وسيولة محسنة في الأسواق الثانوية. ومع ذلك، فإن تحقيق هذه الفوائد قد يتطلب وقتًا وصبرًا.
وفي هذا الصدد، دخلت هيئة الطرق والمواصلات في دبي (RTA) في شراكة استراتيجية مع شركة SmartCrowd Holding Ltd، الشركة الأم لشركة SmartCrowd Ltd، لإنشاء منصة رقمية مشتركة تستفيد من تقنية البلوكشين.
إنّ شركة SmartCrowd Ltd مرخصة من سلطة دبي للخدمات المالية ومعترف بها كأول منصة رقمية متخصصة في الاستثمار والتمويل الجماعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
تهدف هذه المبادرة إلى جذب الاستثمارات في الأصول غير القابلة للإستبدال (NFTs) المرتبطة بالمرافق العامة والعقارات في دبي. ففي الواقع، ستسهل تطوير وتنفيذ المشاريع المستقبلية في دبي، مثل دور الاستراحة التي تضم متاجر تجزئة ومراكز خدمة متنوعة، مما يوفر عوائد استثمارية مستمرة.
في حوار مع “أنلوك بلوكتشين”، سلّط السيد صديق فاروق، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة SmartCrowd، الضوء على بعض التفاصيل المهمة.
وأوضح أن دبي، في خطوة ريادية نحو الشمول الاقتصادي والابتكار، تدرس سلسلة من المشاريع التجارية التي تستند إلى التمثيل الرقمي. فتهدف المبادرة، التي تقودها هيئة الطرق والمواصلات (RTA)، إلى طرح نهج مبتكر للاستثمار العقاري، مما يسمح بمشاركة أوسع للجمهور من خلال الممثلات الرقمية.
خلال المناقشة، تم تفصيل مفهوم المشروع، مع التركيز على إمكانية إنشاء مقاهي ومشاريع مماثلة. ويرتكز المحور الرئيسي على التعاون مع الفريق التجاري في هيئة الطرق والمواصلات لتحديد مشاريع مجدية تجاريًا ولا تقتصر فقط على تحقيق الربحية، بل تكون أيضًا جاذبة للمستثمرين. والهدف هو الاستفادة من التمثيل الرقمي لتعزيز الاستثمار، بما يسمح لمزيد من الأفراد بجني عوائد اقتصادية.
وصرّح السيد فاروق قائلًا: “لم يتم تحديد مشروع معين بعد، لكن الفكرة تكمن في العمل مع الفريق التجاري داخل هيئة الطرق والمواصلات لتحديد مشاريع ذات جدوى تجارية. ويتعلق الأمر بتجميع رأس المال وتوفير عوائد اقتصادية للمشاركين من خلال هذه المشاريع”.
هذا ويشمل الإطار المقترح أصحاب مصلحة متعددين، بمن فيهم دائرة الأراضي ودائرة الاقتصاد ومختلف الجهات الرقابية المالية مثل المصرف المركزي وهيئة تنظيم الأسواق المالية وسلطة دبي للسلع الاستراتيجية وهيئة الأوراق المالية وسلطة دبي للمالية. ويعتبر هذا النهج المتعدد الجوانب ضروريًا لضمان معالجة الجوانب القانونية والتنظيمية المتعلقة بالملكية المرمزنة بشكل شامل.
الشمول الاقتصادي من خلال التمثيل الرقمي
من المتصور أن تسمح عملية التمثيل الرقمي للأفراد بامتلاك أجزاء من عقار، مثل مقهى، من خلال الممثلات الرقمية. يمكن لهذه الممثلات الرقمية أن توفر ملكية قانونية أو حصة في المنافع الاقتصادية للأصل. ومع ذلك، لا تزال تفاصيل التنفيذ تخضع للمناقشة بسبب التعقيدات التنظيمية والقانونية.
وأشار صديق إلى أنه لا يوجد هيكل محدد حتى الآن لأن اللوائح لا تزال تتطور. لدينا إطار عمل مقترح ولكننا نحتاج إلى العمل مع أصحاب المصلحة المختلفين لضمان نجاحه.
يتماشى هذا النهج مع مبادئ الشراكات بين القطاعين العام والخاص (PPPs)، حيث يوفر نموذجًا أكثر ابتكارًا وشفافية. فالهدف هو تعزيز الاستدامة والشمول الاقتصادي من خلال منح جمهور أوسع فرصة للوصول إلى استثمارات لا يمكنهم تحملها بخلاف ذلك.
التحديات والآفاق المستقبلية
على الرغم من التوقعات الواعدة، لا تزال العقبات قائمة. وفقًا لصديق، لا يزال غياب اللوائح الواضحة بشأن الأصول الممثلة رقمياً على المستوى الدولي يشكل تحديًا. ومع ذلك، فإن الجهود المستمرة تساهم فعليًا في تهيئة بيئة مواتية لمثل هذه الابتكارات.
وأشار صديق إلى أن “المحادثات والمبادرات المختلفة التي تحدث بشكل متوازٍ تُشكل مصدر تشجيع لنا. على سبيل المثال، تُعد استراتيجية “ساندبوكس” الجديدة التي أطلقها ولي العهد لتكنولوجيا العقارات، بالشراكة مع مؤسسة دبي للمستقبل ودائرة الأراضي، خطوة إيجابية للغاية.”
رؤية المستقبل
ينظر صديق إلى إدماج الأصول الرقمية في سوق العقارات على أنه أمر لا مفر منه. وفي حين أن الإدراك الكامل لهذه الرؤية قد يستغرق بضع سنوات أخرى، إلا أن الخطوات الأولى يتم اتخاذها بحماس.
وشدد المتحدث باسم الشركة: “كانت أطروحتنا دائمًا واضحة: العالم يتجه نحو رقمنة الأصول. الرمزنة لا تخلق السيولة فحسب، بل تزيد من فائدة الأصول، مما يسمح بتدفقات دخل متعددة ومشاركة اقتصادية أوسع.”
في الختام، تمثل مبادرة دبي لاستكشاف مشاريع العقارات الممثلة رقمياً خطوة رئيسة نحو الديمقراطية الاقتصادية. من خلال إشراك أصحاب المصلحة المتعددين والتركيز على الأطر الابتكارية، تهدف المدينة إلى وضع سابقة في المنطقة حول كيفية تعزيز المشاركة العامة في المشاريع التجارية من خلال التكنولوجيا.
لاستيعاب التمثيل الرقمي، يجب تركيز الجهود على المشاركة التنظيمية وتثقيف السوق والابتكار التكنولوجي. سيلعب الحوار المستمر والبحث والمشاريع التجريبية دورًا حيويًا في التنقل عبر المشهد المتغير والاستفادة من الفرص الناشئة.
من خلال تعزيز بيئة مواتية للابتكار والتعاون، يمكن لأصحاب المصلحة تمهيد الطريق لمستقبل مالي أكثر شمولاً وقدرة على التحمل وكفاءة.