أخبار عالميةشركات

“تلغرام” في مأزق: هل حان وقت الرسائل القائمة على الـ DAO؟

أعلنت منصة التراسل الفوري الشهيرة، “تلغرام”، عن تغيير جذري في سياستها المتعلقة بخصوصية المستخدمين. فبعد أن كانت معروفة بسياساتها الصارمة لحماية بيانات المستخدمين، أعلنت الشركة الآن عن استعدادها لمشاركة عناوين IP وأرقام هواتف المستخدمين مع السلطات المختصة، وذلك استجابةً للطلبات القانونية الصالحة.
يأتي هذا التحول في أعقاب اعتقال مؤسس “تلغرام”، بافل دوروف، في فرنسا، مما زاد الضغوط على الشركة لتغيير سياساتها. وقد برر دوروف هذا القرار بضرورة التعاون مع السلطات لمكافحة الجرائم الإلكترونية وحماية المستخدمين من المحتوى الضار.

وفي سياق هذا التغيير، قامت “تلغرام” بتحديث شروط الخدمة الخاصة بها، مؤكدةً أن مشاركة بيانات المستخدمين ستقتصر على الحالات التي تتطلبها الأوامر القضائية المشروعة والتي ترتبط بأنشطة إجرامية.
من المتوقع أن يثير هذا القرار جدلاً واسعاً بين مستخدمي “تلغرام”، حيث يخشى البعض أن يؤدي إلى تقويض الثقة في خصوصية المنصة، بينما يرى آخرون أن هذا التغيير ضروري لضمان الأمن والأمان في العالم الرقمي.

يأتي هذا التغيير بعد سنوات من مقاومة “تلغرام” للطلبات الحكومية للبيانات، مما أكسب المنصة سمعة جيدة كمدافعة عن حرية التعبير والخصوصية.
تأسس تطبيق التراسل الفوري “تلغرام” على يد الأخوين دوروف عام 2013، وقد تم تقديمه كمنصة آمنة وخاصة تحافظ على خصوصية المستخدمين وتجنب التدخل الحكومي. وقد ساهم رفض المنصة رقابة المحتوى، مقترنًا بتوفير خيار الكريبتو من طرف إلى طرف، في جعلها ملاذاً آمناً للمستخدمين الذين يبحثون عن الخصوصية. ومع ذلك، فإن هذه الحرية المطلقة جذبت إليها عناصر إجرامية، حيث تم استغلالها في أنشطة غير قانونية مثل الاتجار بالمخدرات واستغلال الأطفال ونشر المحتوى المتطرف.

شكل اعتقال مؤسس “تلغرام”، بافل دوروف، في فرنسا نقطة تحول في مسار الشركة. حيث وجهت إليه تهمة التغاضي عن انتشار المحتوى الضار على منصته، وهو ما نفاه دوروف. وبعد هذه الأحداث، قررت “تلغرام” تغيير سياستها المتعلقة بالخصوصية، حيث وافقت على مشاركة بيانات المستخدمين مع السلطات المختصة في الحالات التي تستدعيها الأوامر القضائية.
بالإضافة إلى ذلك، بدأت “تلغرام” بتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي وتخصيص فريق لمراقبة المحتوى وإزالته، وذلك في محاولة منها للحد من انتشار المحتوى الضار وحماية المستخدمين. هذه التغييرات تمثل تحولاً كبيراً في سياسة تليغرام، حيث تنتقل من كونها منصة تركز على الخصوصية المطلقة إلى منصة تسعى إلى تحقيق التوازن بين حماية الخصوصية ومكافحة الجرائم الإلكترونية.

مع ذلك، أصبحت الحاجة إلى حل رسائل DAO الموزع بالكامل أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، حيث تزداد المخاوف بشأن حرية التعبير وخصوصية البيانات. بينما قد تكون بعض منصات المراسلة الموزعة موجودة بالفعل، من المهم أن يتجمع المجتمع ويدعم واحدة تتماشى حقًا مع المبادئ الأساسية لللامركزية.
إنّ برنامج المراسلة الذي يعتمد على المنظمات اللامركزية المستقلة من شأنه أن يضمن عدم قدرة أي سلطة مركزية على التحكم في المحادثات أو مراقبتها، مما يوفر نظام اتصال شفاف وآمن يحكمه مستخدموه. ومن خلال تبني مثل هذا الحل، يمكن للمجتمع حماية الحوار المفتوح وحماية المعلومات الحساسة، وضمان عدم المساس بالخصوصية وحرية التعبير.

تعكس التحولات الأخيرة في سياسة “تلغرام” الضغط المتزايد على شركات التكنولوجيا لتحقيق التوازن بين خصوصية المستخدمين والحاجة إلى معالجة الأنشطة غير القانونية. ويثير اعتقال دوروف والتغييرات اللاحقة أسئلة حول مستقبل المنصة.
كما يعتقد المحللون أن قرار “تلغرام” بالتعاون بشكل أوثق مع السلطات قد يساعد في معالجة بعض المخاوف، ولكنه يمكن أيضًا أن يؤثر على جزء من قاعدة مستخدميه، التي نمت إلى 800 مليون مستخدم نشط في جميع أنحاء العالم.
ستكون الأشهر المقبلة حاسمة لـ “تلغرام” حيث تتنقل بين هذه التحديات وتحاول إعادة تعريف دورها في المشهد الرقمي المنظم بشكل أكبر.

مكتب التحرير

مكتب التحرير في موقع آنلوك بلوكتشين الصحافي مؤلف من مجموعة من الصحافيين المتخصصين في مجال تقنيات البلوكتشين والتكنولوجيا المالية والعملات الرقمية. يهدف فريق عمل آنلوك لتزويدكم بكل التطورات والأخبار والتحليلات حول تقنية بلوكتشين والمشتقات المرتبطة بها وإلى نشر المعرفة الصحيحة حولها في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا. تواصل مع فريق العمل عبر هذا البريد الإلكتروني: info(@)unlock-bc.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى