انتعاش بيتكوين القوي: هل تدفعه سياسات الصين النقدية إلى آفاق جديدة؟
شهدت عملة البيتكوين انتعاشًا ملحوظًا يوم الأربعاء، حيث لامست عتبة 64,000 دولار خلال التعاملات المبكرة في الأسواق الآسيوية، وإن كان ذلك الانتعاش قد شهد تراجعًا طفيفًا لاحقًا. ومع ارتفاع نسبته 1% خلال الـ 24 ساعة الماضية، لم تكن البيتكوين وحدها المستفيدة من هذا الزخم، إذ تشهد سوق العملات الرقمية بشكل عام نشاطًا ملحوظًا، لا سيما العملات البديلة.
ولعل أبرز الأمثلة على ذلك هي عملة سوي (SUI) التي ارتفعت بنسبة 16% خلال يوم واحد، مسجلة بذلك نموًا بلغ حوالي 50% خلال الأسبوع، وفقًا لبيانات CoinDesk. كما انضمت عملة سولانا (SOL) إلى هذه الحركة الصعودية بارتفاع نسبته 3%، في حين شهدت عملة فلوكي (FLOKI) ارتفاعًا بنسبة 16% مدفوعة بنجاح روبوت التداول الخاص بها الذي حقق أرقامًا قياسية في حجم التداول.
الصين تنضم إلى حركة التيسير النقدي
في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي، تلجأ الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة والصين، إلى السياسات النقدية التيسيرية لدعم اقتصاداتها. فبعد أن أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى احتمال خفض أسعار الفائدة بشكل كبير، ارتفعت التوقعات بانتعاش الاقتصاد العالمي.
ويبدو أن بنك الشعب الصيني قد استجاب لهذه التوجهات، حيث أعلن عن إجراءات تحفيزية جريئة، من بينها تخفيض متطلبات الاحتياطي الإلزامي للبنوك. وتشير التحليلات إلى أن هذا التزامن في السياسات النقدية للدولتين الكبيرتين قد يشعل فتيل انتعاش اقتصادي عالمي جديد.
وفي هذا الصدد، يقول محللون من شركة “بريستو للأبحاث” إن قرار بنك الشعب الصيني جاء متأثرًا بشكل كبير بسياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي. وأضافوا أن المخاوف من هروب رؤوس الأموال، أي خروج الاستثمارات من الصين، كانت تحد من قدرة بنك الشعب الصيني على اتخاذ إجراءات تحفيزية أكثر جرأة في السابق.
ويرى المحللون أن التيسير النقدي المتزامن من قبل الولايات المتحدة والصين من شأنه أن يعزز ثقة المستثمرين ويدفعهم إلى ضخ المزيد من الأموال في الأسواق.
بيتكوين ترتفع صاروخياً: من 52 ألف دولار إلى آفاق جديدة
شهدت عملة البيتكوين انتعاشًا ملحوظًا بعد أن تراجعت إلى نحو 52 ألف دولار في سبتمبر الماضي. ففي غضون عامين فقط، ارتفعت قيمتها بأكثر من الضعف. يعزى هذا الارتفاع القوي إلى عدة عوامل، أبرزها زيادة الاهتمام من قبل المؤسسات الاستثمارية الكبرى مثل بلاك روك. كما أن الاجتماعات التي جمعت شخصيات مؤثرة مثل إيلون ماسك ورئيس السلفادور قد ساهمت في تسليط الضوء على البيتكوين وزيادة جاذبيتها.
على الرغم من التطورات الأخيرة في الصين، إلا أن تحركات سعر البيتكوين باتت مرتبطة بشكل كبير بالسياسات الاقتصادية الأمريكية، خاصة قرارات لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية. فمع اتجاه البنوك المركزية العالمية نحو التيسير النقدي، يتوقع المستثمرون أن تشهد عملة البيتكوين وقطاع العملات المشفرة بشكل عام نموًا قويًا في المستقبل القريب.
