“سويفت” تفتح آفاقاً جديدة بتجربة العملات الرقمية وسط منافسة شرسة
أعلنت “سويفت”، العملاق العالمي في مجال تحويلات الأموال، عن بدء تجارب حية لمعاملات العملات الرقمية خلال عام 2024. تأتي هذه الخطوة في إطار سعيها للتكيف مع التطورات المتسارعة في عالم المدفوعات، حيث تشكل العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية والعملات المستقرة تحدياً كبيراً للسيطرة التقليدية لسويفت على شبكات التحويلات الدولية.
تتمتع العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية والعملات المستقرة بمزايا عديدة، مثل سرعة المعاملات وتكلفتها المنخفضة ومستوى أمانها العالي، مما يجعلها بديلاً جذاباً عن أنظمة التحويلات التقليدية التي غالباً ما تعاني من بطء الإجراءات وتكاليف مرتفعة. وتُظهر منصات مثل “إم بريدج” الصينية، التي تربط بين العديد من البنوك المركزية، إمكانية وجود بدائل فعالة لسويفت في مجال المدفوعات الدولية.
وتأتي هذه التجربة ضمن سلسلة من المبادرات التي أطلقتها سويفت لمواكبة التطور المتسارع في مجال العملات الرقمية، بما في ذلك تطوير منصة خاصة بها لخدمة العملات الرقمية للبنوك المركزية.
تحول إستراتيجي
تبدو خطوة “سويفت” نحو تجربة معاملات العملات الرقمية كمحاولة للحفاظ على مكانتها في مواجهة التطورات المتسارعة في عالم المدفوعات. إلّا أن البعض يرون أن هذه الخطوة قد تكون دفاعية أكثر منها هجومية، حيث تسعى “سويفت” إلى اللحاق بركب العملات الرقمية للبنوك المركزية والعملات المستقرة بدلاً من قيادته.
رغم أن “سويفت” تتمتع ببنية تحتية قوية ومعايير صارمة، إلا أن هناك مخاوف بشأن قدرتها على الحفاظ على دورها المحوري في المستقبل، خاصة مع تزايد اعتماد المؤسسات المالية والحكومات على حلول دفع لامركزية وأكثر كفاءة.
هذا وتكمن الفكرة الأساسية في أن العملات الرقمية للبنوك المركزية والعملات المستقرة تقدم نموذجاً مختلفاً تماماً للمدفوعات، حيث تجمع بين عمليات الإرسال والتسوية في خطوة واحدة، مما يقلل بشكل كبير من الوقت والتكلفة. وبالتالي، فإن قدرة سويفت على التكيف مع هذا النموذج الجديد وتقديم حلول تنافسية تعتبر محل تساؤل.
التطلع إلى المستقبل
رغم الجهود التي تبذلها “سويفت” لمواكبة التطورات المتسارعة في عالم المدفوعات، فإن مستقبلها لا يزال غامضاً. مع تزايد اعتماد الدول على العملات الرقمية للبنوك المركزية وانتشار العملات المستقرة، يطرح السؤال: هل ستتمكن سويفت من الحفاظ على مكانتها كلاعب رئيسي في النظام المالي العالمي؟ أم أنها ستتحول إلى دور ثانوي في هذا النظام البيئي الرقمي الجديد؟