نمو سوق العملات المستقرة في الإمارات بنسبة 55%
شهدت العملات المستقرة نمواً هائلاً في الإمارات العربية المتحدة خلال النصف الأول من عام 2024، حيث تجاوزت القيمة الإجمالية للأصول الرقمية المستقرة المتداولة على المنصات المركزية واللامركزية 9.8 مليار دولار أميركي، بزيادة نسبتها 55% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وقد ساهم هذا النمو في تعزيز مكانة الإمارات كمركز إقليمي رائد في مجال العملات الرقمية.
شهدت العملات المستقرة نموًا ملحوظًا في الإمارات العربية المتحدة، حيث أصبحت الآن تشكل 51% من إجمالي حجم التداول في سوق العملات الرقمية، متجاوزة بذلك كلًا من البيتكوين بحصة 19% والإيثيريوم بحصة 9%.
وفي هذا الصدد، قالت أروشي جول، رئيسة سياسة الشرق الأوسط وأفريقيا في “تشايناليسيس”: “حققت العملات المستقرة أداءً استثنائياً خلال النصف الأول من العام”. وأضافت أن الإطار التنظيمي الجديد لخدمات رمز الدفع الذي أصدره البنك المركزي الإماراتي يمهد الطريق أمام المزيد من الابتكار والمشاركة في هذا القطاع الواعد.
رغم أن التحويلات الصغيرة (أقل من 10,000 دولار) شكلت 6% فقط من القيمة الإجمالية للعملات المستقرة المحولة، إلا أن حجم هذه التحويلات كان الأكبر، حيث شكلت 93% من إجمالي عدد التحويلات. هذا يشير إلى نشاط كبير من قبل المستثمرين الأفراد الذين يفضلون استخدام العملات المستقرة للتداول.
من جهة أخرى، سيطرت التحويلات الكبيرة على الحصة الأكبر من القيمة الإجمالية. شكلت التحويلات المتوسطة (بين 10,000 و1 مليون دولار) 40% من القيمة الإجمالية، بينما شكلت التحويلات المؤسسية (أكثر من مليون دولار) 54%، مما يعكس اهتماماً كبيراً من قبل المستثمرين المؤسسيين والمحترفين بالعملات المستقرة.
هذا وكشفت بيانات “تشايناليسيس” أن 78% من تحويلات العملات المستقرة في الإمارات تمت عبر المنصات المركزية، مقارنة بنسبة 47% لجميع أنواع العملات الرقمية خلال الفترة عينها. هذا يدل على أن المنصات المركزية هي المنصة المفضلة لمعظم المستخدمين الذين يتعاملون بالعملات المستقرة.
وأشارت أروشي جويل إلى أن العملات المستقرة تساهم بشكل كبير في توسيع قاعدة مستخدمي العملات الرقمية، حيث توفر البورصات المركزية بيئة آمنة وسهلة الاستخدام للمبتدئين. كما أن زيادة استخدام العملات المستقرة في المدفوعات والتجارة الإلكترونية يدفع الطلب على خدمات المنصات المركزية.
في الإمارات العربية المتحدة، حيث يتم ربط الدرهم بالدولار الأميركي، كان من المتوقع أن تكون العملات المستقرة المرتبطة بالدولار هي الأكثر شيوعًا. وبالفعل، شكلت “تيذر” (USDT)، أكبر عملة مستقرة في العالم، 61% من إجمالي حجم تداول العملات المستقرة في البلاد حتى نهاية النصف الأول من عام 2024. واحتلت داي (DAI)، وهي عملة مستقرة لامركزية، المرتبة الثالثة، وذلك بفضل تصميمها المبتكر القائم على الخوارزميات للحفاظ على استقرار قيمتها.
وقالت أروشي جويل: “يُظهر تركيز الاستثمارات على العملات المستقرة الأكثر شهرة عالميًا أن سهولة الاستخدام وانخفاض عوائق الدخول هما العاملان الرئيسيان اللذان يجذبان المستثمرين إلى هذا السوق”.
إلى ذلك، أعربت عن تفاؤلها بشأن مستقبل العملات المستقرة المدعومة بالدرهم، والتي حظيت بموافقة مبدئية من البنك المركزي. وقالت: “بمجرد دخول هذه العملات إلى السوق بشكل واسع، ستحدث نقلة نوعية في العديد من المجالات، مثل التحويلات المالية والتجارة الإلكترونية وحتى شراء العقارات والخدمات الحكومية”.
لا شك أن العملات المستقرة تشكل قوة دافعة وراء تطوير النظام البيئي للعملات الرقمية في الإمارات. ومع الإطار التنظيمي الواضح الذي يوفره البنك المركزي، فإننا نتوقع نموًا متسارعًا وابتكارات جديدة في هذا القطاع.
وبينما تحتل العملات المستقرة المرتبطة بالدولار مثل تيثير حصة كبيرة من السوق، فإن العملات المدعومة بالدرهم تحمل إمكانات هائلة لتطوير النظام المالي المحلي. فبالإضافة إلى التداول، يمكن لهذه العملات أن تساهم في تسهيل المعاملات اليومية وتوسيع نطاق الخدمات المالية.