ندوة بعنوان “نظرة على عالم الميتافيرس” وتأثيره على مستقبل مهنة المحاسبة
أقامت نقابة التجاريين المصريين أمس ندوةً عبر تطبيق زوم بعنوان “نظرة على عالم الميتافيرس”، حاضر فيها الأستاذ زكريا حسانين، معيد المحاسبة في كلية تجارة كفر شيخ، باحث في تكنولوجيا البلوك تشين وخبير معتمد من معهد بلوك تشين. بناءً على عنوان الندوة، تحدث حسانين بإيجاز عن مستقبل مهنة المحاسبة ما بعد عالم الميتافيرس-Metaverse وتقنيات البلوك تشين، وكيف سيؤثر هذا العالم بدوره على مجال إدارة الأعمال، الضرائب والنشاطات المالية والحياتية ككل.
عرف الأستاذ حسانين عالم الميتافيرس على أنه عالم يدمج ثلاث أوجه أساسية، الواقع الإفتراضي والواقع المعزز مع الجيل الثالث من الويب أي web 3.0 وتقنية البلوكتشين.
اللامركزية
بحسب حسانين، “ما بعد الجيل الثاني من الويب، برزت الحاجة إلى حرية أوسع في عالم الإنترنت وفي مشاركة البيانات والآراء، فانطلق الجيل الثالث من الإنترنت ليتخطى مفهوم “مركزية المعلومات” ويلغيه، لا بل تعدّاه إلى اللامركزية مما جعل البيانات لامركزية ويقلص القيود.”
ويشرح حسانين عن تقنية البلوكتشين، قائلًا: “انطلاقًا من اللامركزية، لا بدّ من الحديث عن تقنية البلوكتشين فهي قائمة بحد ذاتها على “اللامركزية”. والبلوك تشين هي نوع جديد من قواعد البيانات، تعتبر قاعدة بيانات ضخمة جدًّا، وتضم بيانات هائلة الحجم أيضًا مرتبطة ببعضها البعض ولا يمكن التلاعب بها. وتتميز تقنية البلوكتشين بالتمثيل الرقمي للبيانات والقدرة على التشفير مما يصعّب عمليات الخرق لها.”
وبالعودة إلى الميتافيرس يشير حسانين إلى أن “عالم الميتافيرس يركز على النشاطات والتجارب، أي يمكن للأفراد أن يعيشوا التجارب ويتفاعلوا في عالمٍ إفتراضي. مثلًا، يمكن عبر الميتافيرس إجراء عمليات البيع والشراء، التسوق، اللعب أو حتى حضور المسارح والحفلات الموسيقية والكثير من النشاطات الأخرى.”
وأدناه في التقرير، العديد من الأسئلة التي طرحها أستاذ حسانين ضمن الندوة وقدم شرحًا لها.
كيف سيؤثّر الميتافيرس على مستقبل مهنة “المحاسبة”؟
“فور الحديث عن الميتافيرس، لا بدّ من التّطرق إلى تقنية البلوكتشين، واليوم يزداد التوجه نحوها، إن كان من العقود الذكية إلى إجراء معاملات مشفرة وممثلة رقميًّا، ممّا يحمي الأصول الرقميّة الّتي يحتضنها بدوره عالم الميتافيرس اللّامركزي.”
ما هي علاقة تقنيات البلوكتشين والأصول الغير قابلة للإستبدال بالميتافيرس؟
هناك علاقة كبيرة ما بين الميتافيرس والأصول الغير قابلة للإستبدال المرتبطة بدورها بتقنيات البلوكتشين. مثلًا، الأصول الغير قابلة للإستبدال تمثّل رقميّاً أصولاً حقيقية فريدة ونادرة وثمينة للغاية. لذا عبر عالم الميتافيرس سيتمكّن الأفراد من تداول وبيع وشراء هذه الأصول بطريقة آمنة، شفافة، سريعة وموثوقة. (هنا يمكن الرّبط ما بين اللامركزية الّتي يعتمد عليها كل من تقنية البلوك تشين والميتافيرس.)
وسينتج عن عمليات التداول هذه معاملات-transactions، وبالتّالي هذا العمل تابع وخاصّ بمهنة “المحاسبة”. فيبرز سؤال جديد هنا، كيف ستتعامل كـ “ـمحاسب” مع هذا العالم المتطوّر، في إطار معاملاتٍ وتبادلاتٍ غير ملموسة وأمام منتجاتٍ تُقدّر بملايين الدولارات؟ وكيف يمكن استخدام الواقع المُعزّز لخدمة مهنة المحاسبة؟
أوّلاً، في حال كنت مُحاسبًا أو مُمثّلًا لأحد مكاتب المحاسبة في شركة ما، يمكن أن تتعامل مع العملاء عبر الواقع المُعزّز بشكل أفضل. لا يقتصر الموضوع فقط على التواصل عبر الهواتف الذكية أو عبر عرض وشرح معيّن بينما في الواقع المُعزّز والتقنيّات المُتاحة من خلاله، يستطيع المُحاسب أن يشرح ويعرض عبر إصدار أوامر صوتيّة أو تجسيد نظرة العين أو حركة اليد وعرض قوائم مالية أو دراسة حالات معيّنة، بيانات قديمة، أشكال ثلاثية الأبعاد لمباني أو أشياء…، فيصبح بذلك عمل المحاسب أسهل بكثير.
يستطيع المحاسب عبر التقنيات المتاحة عرض القوائم المالية مباشرةً أمام الجهات المعنيّة بالمعاملات وبشكل واضح وسهل، ويمكنه إصدار الأوامر للرجوع بسهولة إلى بياناتٍ سابقة يحتاجها، ممّا يسهل عمليات اتّخاذ القرارات في الشّركات أيضاً.
عمليات التدقيق
أمّا عن عمليات التدقيق في مجال المحاسبة، فتحدّث حسانين قائلاً: “على المحاسب لإجراء عمليات التدقيق تقليديّاً أن يحضر مباشرةً لتفقّد الأصول والمخازن وكتابة جردات حسابية مما يتطلب وقتاً وجهداً.
أمّا عبر الميتافيرس والتقنيات الجديدة المرتبطة به تسهّل عمليّة التدقيق فيمكن للمحاسب، أينما كان متواجدًا الإطلاع على الأصول وتحديد حجمها والتدقيق فيها دون الحاجة إلى الوقت الطويل أو الجهد الذي تتطلبه عمليات التدقيق التقليدية.”
ويضيف حسانين: “يمكن أيضًا لأفراد فرق المحاسبة والتدقيق في الشركات أن يعملوا في تنسيقٍ تامّ حتّى لو تواجد كلّ منهم في مكان مختلف وذلك عبر تقنيات الميتافيرس التى توفّر مكانًا إفتراضيًّا يجتمع فيه هؤلاء ويسمّى “Work Place”. وهو مكان إفتراضي للعمل وكأنّهم في مكتب العمل في الواقع.
إدارة الأعمال والميتافيرس
ستنشأ ضمن عالم الميتافيرس تفاعلات جديدة ما بين شركات عدّة متخصصّة في مجالات مختلفة، هذا عدا عن القدرة على التفاعل مع العملاء عبر الفرق التي تتواصل مع عملاء الشّركات عن بعد. وعبر الميتافيرس ستحصل هذه التفاعلات بشكل مباشر، ليس عبر المحادثات البعيدة، بل تصبح اللّقاءات أيضًا إفتراضية في أماكن وقاعات إجتماعات أو محاضرات إفتراضية. إضافةً إلى العلاقات العامّة الّتي يمكن أن تنشأ في العالم الإفتراضي أيضًا لتتحقق واقعيًّا وتتوسّع أكثر فأكثر ما بين الشركات الموجودة في عالم ميتافيرس.”
ويؤكّد حسانين على “ضرورة مواكبة العاملين في مجالات المحاسبة والمالية لهذا العالم ولهذه التطورات لأنّ المرحلة القادمة ستعتمد بشكل كلّي وكامل على كل هذه التقنيات الجديدة وستتطور لغة مهن “إدارة الأعمال” والنشاطات المرتبطة بها.”
إضغط هنا، لمشاهدة الندوة كاملةً عبر تطبيق يوتيوب.