UST إنهيار العام
انهيار لونا وUST قد يكون الحدث الأبرز الذي حصل في سوق الأصول الرقمية في فترة الأشهر الماضية والذي سيكون له تأثير كبير على ما قد يحصل لاحقاً في السوق من ناحية القوانين والإجراءات، الى حجم التداول والأهم تبني شريحة جديدة من المستخدمين العملات والأصول الرقمية.
ما هي UST؟
UST هي عملة مستقرة حسابية (Stable coin) مدعومة بشكل أساسي من خلال العملة المشفرة الشقيقة لونا، LUNA ، إضافة البيتكوين. حتى وقت قريب، كانت مؤسسة لونا (Luna Foundation Guard ) واحدة من أكبر عشرة محافظ امتلاكا للبيتكوين، بما يوازي 3.5 مليار دولار وكانت تأمل بامتلاك ما قيمته 10 مليار دولار قبل الهجوم.
الهجوم المنسق
نعم هجوم، لأن ما حصل مع UST هو هجوم مركز، قام به جايسن صن، مؤسس TRON وأيضاً مؤسس عملة مستقرة أخرى هي USDD، وأعلن عنها في 21 أبريل الماضي! وكان قد أعلن صراحة عبر تويتر بأنه بصدد شراء UST، وأن لديه خطة معينة. وهذا ما حصل، تم شراء ما يوازي مليار دولار من UST، استخدمت لاقتراض حوالي 75 ألف بيتكوين أي ما قيمته حوالي 3 مليار دولار! تبعها حملة إلكترونية تستهدف لونا. بدأ التفاعل مع الأمر، وبدأت الشكوك، تبعها بيع على المكشوف للبيتكوين ل75 ألف بيتكوين. في هذه اللحظة، لونا لم تكن جاهزة بكامل سيولتها، وتدخلها لم يكن بالحجم الكافي وتم إفراغ حوض سيولة Curve بسرعة. تبعها فوراً بيع مليار UST على منصة باينانس، ما شكل ضغط بيع هائل وانهيار العملة التي من المفترض أن تكون مستقرة.
من المخطئ؟
هل أخطأت لونا؟ قد تكون قد أخطأت في عدم احتفاظها بالسيولة الكافية، ولم يساعدها أيضا وضعية السوق والتراجع الدراماتيكي التي تشهده البيتكوين. قامت بتسييل بعض مما تحمله من بيتكوين ولكن تم التسييل بأسعار دون أسعار الشراء ولم تكن كافيه لصد الهجوم. هذا يمكن أن يحصل لتاذر USDT التي يشكك الكثيرين بحجم الدولار الحقيقي الذي يدعم العملة الرقمية المستقرة وغيرها الكثير!
هل أخطأ جايسن صن؟ وهو يلقب نفسه صاحب السعادة او المعالي (HE) مثل الكثير ممن تغريهم الألقاب في منطقتنا أيضاُ، قد يراه الكثير قد أخطأ، ولكن هذه الأخطاء أو الاستراتيجيات موجودة في عالم الأعمال وتحدث كل يوم! ولعلنا جميعاً نذكر عندما تناول أيلون ماسك الأثر البيئي لبيتكوين ماذا حدث للسوق وبعد اتهامه ببيع ما تحمله شركة تسلا من البيتكوين وجني الأرباح، عندها أجاب عبر تويتر، إنكم لا تعرفون شيئاً عن عالم المال!
الآثار والنتائج
من الناحية التنظيمية، لا بد أن حدث كهذا سيشكل دافعاً قوياً لتسريع وضع أطر أكثر تشدداً لضمان حماية الأفراد والمؤسسات، وهو الأمر الذي أكدته وزيرة الخزانة الأمريكي يلين حيث أكدت عقب اجتماع لها مع أعضاء من الكونغرس قائلة:” إنه سيكون من “المناسب للغاية” أن نتمكن من وضع أطر تنظيمية للعملات المستقرة بحلول نهاية عام 2022 نظرًا لوجود “العديد من المخاطر المرتبطة بالعملات المشفرة”. وأضافت “نحن بحاجة حقًا إلى إطار عمل فيدرالي متسق، وإنني أتطلع حقًا إلى العمل مع أعضاء الكونغرس لابتكار تشريعات من شأنها تحقيق ذلك.”
وأكدت على ما سبق أن صرحت به بأن المنتجات والتكنولوجيا الجديدة قد توفر فرصًا لتعزيز الابتكار وزيادة الكفاءات، ومع ذلك، قد تشكل الأصول الرقمية مخاطر على النظام المالي ومن الضروري زيادة الاهتمام التنظيمي وتنسيقه.
في النتائج المباشرة، انهيار السوق، واقتراب البيتكوين من منطقة الدفاع الأخيرة (28.000 $)، في حال تم كسرها قد يشهد السوق انهيار يوازي ما حدث في العام 2018! من دون ذكر المتداولين الصغار وخسائرهم الفادحة، وخاصة من كان في وضعيات الشراء على المكشوف أو الهامش.
إنه العصر المالي الجديد، يحمل معه الصالح والطالح كما يقول المثل، وقد نحتاج لوقت طويل للتمكن من التمييز بينهما! هل الرقابة التنظيمية هي الحل؟ قد تكون أبرزها، ولكن يبقى أيضاً على كل متداول أن يخفض من حجم مخاطره ويعود للقاعدة القديمة، لا تخاطر بما ليس لديك وإذا لم تكن مستعد لخسارته، والأهم الاستماع أقل إلى المستشارين المزعومين المدفوع لهم على مواقع التواصل الاجتماعي.