استقصاء “الراي”: العملات الرقمية تُبخِّر 27 في المائة من أموال المستثمرين الكويتيين!
أظهرت جردة استقصائية أعدتها الجريدة الكويتية «الراي-AlRai» من واقع المستثمرين الكويتيين الذين سجلوا خسائر باهظة في أسبوع الانهيارات الذي مرت به العملات الرقمية إذ أن الكويتيين فقدوا أكثر من ربع قيمة ما يمتلكونه من عملات رقمية بأقل تقدير، فيما يزداد الرقم في محافظ البعض عند الحديث عن عملات هبطت بأكثر من هذه النسبة بكثير، منها عملة «لونا» مثلاً التي فقدت 99.98 في المائة من قيمتها خلال أسبوع واحد، متراجعة من 82 دولاراً للعملة الواحدة إلى 0.009 دولار فقط.
وقد لجأ عدد كبير من المواطنين المستثمرين في العملات الرقمية للاقتــراض مــن البنوك والمؤسسات المالية، موجهين كل أو أجزاء من هذه القروض إلى سوق العملات الرقمية، طمعاً في تحقيق الثراء السريع، في حين أن الخسائر التي تكبدوها أخيراً قد تحد من قدرة الكثير منهم على الالتزام بسداد أقساط قروضهم وهذا زاد الوضع سوءًا.
وفي هذا الجانب، يقول مستثمر كويتي آخر لـ«الراي» أنه وجه قرضاً حصل عليه بـ 50 ألف دينار نحو سوق العملات الرقمية طمعاً بتحقيق ثروة إلا أنه خسر ثلاثة أرباع هذا المبلغ خلال الأيام الأخيرة.
الإستقصاء يظهر نوعين من المستثمرين
وأظهرت لقاءات متفرقة أجرتها أيضًا جريدة “الراي” ضمن استقصائها مع مجموعة من الكويتيين المستثمرين في العملات الرقمية أنهم ينقسمون إلى نوعين، هما: “المستثمرون المؤمنون” وهم الصنف الأول من المواطنين المتداولين في العملات الرقمية، المؤمنين تماماً بأن المستقبل سيكون لتلك العملات، سواءً كان عاجلاً أم آجلاً، وهؤلاء مستثمرون بقمية متوسطة وطويلة الأجل، لا يتأثرون بالهزات الوقتية التي تتعرّض لها سوق العملات الرقمية.
وفي هذا الإطار، تؤكد مصادر استثمارية في سوق العملات الرقمية أن هذه النوعية من المستثمرين لا تكتفي خلال الوقت الحالي بالاحتفاظ بملكياتها، بل تعمل على –التبريد- عليها كما يحصل عادة في أسواق الأسهم التقليدية، عبر شراء عملات رقمية رئيسية بأسعار منخفضة، كـ”البيتكوين” و”الإيثيريوم”.
وبينت المصادر الخاصة بالـ”الراي” أن هناك مستثمرين عزّزوا ملكياتهم في العملات الرقمية رغم تدهور قيمها بهدف “تبريد” ملكياتهم، أملاً في تعويض خسائرهم، أما من يُطلق عليهم مستثمرو الغفلة فلا يملكون إلا “الفرجة بحسرة” حسب شهادة أحد مالكي العملات الرقمية الذي فقد أكثر من نحو 99 في المائة من قيمة استثماره.
وتلفت المصادر إلى أن شركات الوساطة الناشطة محلياً في مجال العملات الرقمية، تواصلت خلال الفترة الأخيرة مع عدد من المستثمرين بغية إقناعهم بضخ أموال واستثمارات جديدة لهم في السوق، في ظل وجود فرص أفرزها التراجع الأخير.
أما عن النوع الثاني الذي ظهر جراء الاستبيان الاستقصائي فهم “مستثمرو الغفلة” وهم من المتداولين الكويتيين في سوق العملات الرقمية وممن دخلوا السوق صدفة، أو تقليداً لأقرباء وأصدقاء حققوا عوائد كبيرة من هذا السوق سابقاً، أو من خلال تتبعهم قصصاً عبر المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، سواءً كانت حقيقية أو مفبركة، لأشخاص أصبحوا أثرياء في فترة وجيزة بعد دخولهم عالم العملات الرقمية.