الإستثمارات في التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتجاوز الـ819 مليون دولار
تجاوزت الاستثمارات في مجال التكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA) بالفعل الـ819 مليون دولار في النصف الأول من عام 2022. أي ما يزيد بنحو 14 مرة عن عام 2016.
يقدم التركيب الديموغرافي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فرصة كبيرة، حيث أكثر من 60٪ من الناس هم دون سن الثلاثين. إلى جانب ذلك، يتمتع الأشخاص الذين يعيشون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحسّ التطور التكنولوجي وحريصون على تبني الأساليب الرقمية الناشئة. على سبيل المثال، في الإمارات العربية المتحدة، يستخدم أكثر من نصف السكان المحافظ الرقمية.
كما تجذب المساعدة الحكومية والقواعد الصديقة للتكنولوجيا المالية اللاعبين العالميين. على سبيل المثال، تدعم الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر والمملكة العربية السعودية بيئة التكنولوجيا المالية مع المناطق الحرة. علاوة على ذلك، فإنها توفّر أطر تنظيمية بهدف الحماية، مثل ترخيص اختبار الابتكار (ITL) من مركز دبي المالي العالمي وصندوق الحماية للتكنولوجيا المالية في مصر. هذا وتتصدر الإمارات والبحرين استخدام وتنظيم العملات الرقمية في المنطقة.
والجدير بالذكر أن لندن كانت مركزًا عالميًا رائدًا للاستثمار في التكنولوجيا المالية، حيث كان قطاع التكنولوجيا المالية أحد أهمّ مجالات الاستثمار على مدار السنوات القليلة الماضية، وفقًا لموقع MoneyTransfers.com.
في الواقع ، تُظهر تقارير MoneyTransfers.com أن لندن نجحت في جتذب معظم استثمارات التكنولوجيا المالية، حيث بلغت 3.1 مليار دولار في عام 2022 ، مع المزيد من الصفقات والأموال التي تم جمعها أكثر من أي مدينة أخرى.
جاء نجاح التكنولوجيا المالية في بريطانيا من البنوك المنافسة، وهي تطبيقات مصرفية رقمية فقط. إنها تعمل بشكل فعّال مع البنية الأساسية المستندة إلى السحابة، والذكاء الاصطناعي المدمج، والأطر المرنة. فهي تسهّل وتسرع وصول المستخدمين إلى الخدمات المصرفية والمنتجات المالية.
هذا وتعتبر شركات مثل Revolut و Starling Bank أسماء مألوفة بين قاعدة المستهلكين البارعين في مجال التكنولوجيا. استهدفت الشركات جيل الألفية وعملاء الجيل Z الذين يتبنون التكنولوجيا. وتجنب العديد من هؤلاء العملاء الخدمات المصرفية التقليدية للأفراد لصالح هذه التطبيقات المصرفية الأكثر سهولة في الاستخدام.
فيما تعمل بريطانيا جاهدة للحفاظ على موقع لندن في طليعة قطاع التكنولوجيا المالية، تعمل الحكومة على مسارات تأشيرات جديدة للعمال الأجانب لمساعدة شركات التكنولوجيا المالية في المملكة المتحدة. كما أنها تبحث في إطلاق عملات البنوك المركزية وتغيير قواعد الإدراج في السوق لتحسين بيئتها التنظيمية. بالإضافة إلى ذلك، تجتمع السلطات المالية والشركات معًا للترويج لاستخدام التكنولوجيا المالية.
وفي هذا الصدد، علّق المدير التنفيذي لشركة MoneyTransfers.com، “جوناثان ميري” قائلاً: “قطاع التكنولوجيا المالية في المملكة المتحدة لا مثيل له في أوروبا ويستمر في النمو بشكل مذهل. تعدّ لندن موطنًا طبيعيًا للعديد من هذه الأنشطة التجارية نظرًا لتجمع المواهب العميقة في المدينة، وسمعتها العالمية، والنظام البيئي الداعم الموجود هنا “.
وتابع ميري: “إن قرار حكومة المملكة المتحدة الأخير بتقديم إعفاءات ضريبية للشركات في المرحلة المبكرة لن يؤدي إلّا إلى زيادة نمو قطاع التكنولوجيا المالية وجعل البلاد أكثر جاذبية لأصحاب المشاريع والمستثمرين”.