في حدثٍ ضخم.. “ملتقى دبي للميتافرس” ينطلق في متحف المستقبل
تنعقد اليوم الأربعاء وغدًا الخميس فعاليات “ملتقى دبي للمستقبل” برعاية الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وذلك في “متحف المستقبل” و”منطقة 2071″ بأبراج الإمارات بدبي، وبمشاركة أكثر من 300 خبير ومتخصص و40 مؤسسة وشركة تكنولوجية من دولة الإمارات ومختلف أنحاء العالم في أكثر في 25 جلسة وورشة عمل تستضيف أكثر من 30 متحدثًا.
سيكون لجمعية دبي ميتافيرس خبراء في التكنولوجيا وأفراد من مجتمع ميتافرس بالإضافة إلى الشركات الكبرى التي ستجتمع لمناقشة الفرص والطرق التي يمكن من خلالها إطلاق إمكاناتها.
استراتيجية دبي للميتافيرس
يذكر أنّ إطلاق “ملتقى دبي للميتافيرس” جاء عقب إعلان الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم عن “استراتيجية دبي للميتافيرس” بهدف تعزيز مكانة دبي باعتبارها من أفضل مدن العالم في استثمار الفرص الاقتصادية الواعدة، وتبنّي وتوظيف تكنولوجيا الميتافيرس الجديدة، وتطوير البنية التحتية الرقمية القادرة على تحقيق الاستفادة القصوى من التحولات العالمية الجديدة، وما يحمله الاقتصاد الرقمي من فرص مستقبلية ضخمة.
يستضيف الملتقى الذي تنظمه “مؤسسة دبي للمستقبل” أكثر من 300 مشارك من الخبراء العالميين وصنّاع القرار والسياسات، وأكثر من 40 مؤسسة عالمية متخصصة في هذا القطاع، إضافة إلى نخبة من رواد الفكر في العالم، سيشاركون في نقاشات وورش عمل للتعمق في فهم عالم “الميتافيرس”، وتأثيره على البشرية، وسبل أنسنة إمكاناته، والأساليب الأمثل للاستفادة منه في القطاعات الاستراتيجية للدول والحكومات والشركات.
وسيسلط المتحدثون الضوء على أبرز توجهات قطاعات تصميم وبناء عوالم الميتافيرس، والتدريب والتعليم الافتراضي، والتجارة الإلكترونية، والتكنولوجيا الطبية الافتراضية، والفنون، والألعاب الإلكترونية، وتنظيم الفعاليات والمؤتمرات في عالم الميتافرس، والأصول الرقمية غير القابلة للاستبدال.
برنامج ملتقى دبي للميتافيرس
يشمل برنامج “ملتقى دبي للميتافيرس” ثلاثة اتجاهات أساسية، أهمها:
- التعلم: يشمل مسار التعلُّم أكثر من 10 ندوات وجلسات نقاشية متعمّقة حول مفهوم الميتافرس.
- الإلهام: يشمل مسار الإلهام محطات تستعرض تجارب حقيقية لاستخدامات الميتافرس في قطاعات متنوعة مثل: السياحة، والخدمات اللوجستية، وتجارة التجزئة، والتعليم، والرعاية الصحية، يقدمها عدد من الشركاء في الحدث العالمي.
- الإسهام: يشمل ورش عمل لاستشراف مستقبل الميتافيرس واستعراض حالات الاستخدام تمتد ليومين خلال فترة انعقاد الملتقى.
مضمون المناقشات
يشار إلى أنّ جلسات اليوم الأول ستناقش مواضيع متنوعة تشمل:
- الفرص الاقتصادية الواعدة لتطبيقات الميتافيرس.
- فرص الميتافيرس في مجال العقارات الافتراضية.
- دور الميتافيرس في تنشيط حركة التجارة وسلسلة التوريد العالمية.
- سبل دعم الأفراد والمؤسسات للاستفادة من الميتافيرس.
- تعزيز الثقة بتطبيقات الميتافيرس.
- تطور تطبيقات الواقع المعزز، واستراتيجية دبي للميتافرس.
فيما ستركز جلسات اليوم الثاني على:
- استعراض رؤية شركة ميتا لعالم الميتافرس.
- مستقبل الأمم في عالم الميتافرس.
- دور الحكومات في العالم الافتراضي.
- فرص الميتافيرس في قطاع الطيران.
- أهم القطاعات التي شهدت تحولات نوعية بفضل تطبيقات الميتافيرس.
- مستقبل عالم الميتافيرس في دولة الإمارات.
- تأثير تقنيات الميتافيرس على الألعاب الإلكترونية.
كما سيشهد الملتقى تنظيم ورش عمل متخصصة حول مختلف القطاعات التكنولوجية المستقبلية، سيتم تنظيمها في “مقر المبرمجين” و”المسرعات الحكومية” و”مركز الشباب” في “منطقة 2071”.
وتناقش هذه الورش العديد من المواضيع المهمة، مثل:
- تسريع عملية صناعة القيمة الفعلية لعالم الميتافيرس.
- مستقبل الميتافيرس في قطاع الطيران.
- حوكمة العالم الافتراضي.
- الانتقال من الويب إلى 2.0 إلى الميتافيرس.
- تجربة العلامات التجارية في الميتافيرس.
- مستقبل المنتجات الافتراضية، ومستقبل مجالات التسوق والألعاب والبنوك في عالم الميتافيرس.
- تطوير التجربة التعليمية الشاملة في عالم الميتافيرس.
- رأس المال الاستثماري لعالم الميتافيرس.
في هذا الصدد، أوضح خليفة الجزيري الشحي، مستشار وزارة الاقتصاد “ميتافيرس” كيف يمكن تقديم الخدمات التابعة لوزارة الاقتصاد في الميتافرس، مشيراً إلى أنه “يمكن للأشخاص الاختلاط أو التحدث أو إجراء محادثات فردية، كما يمكنهم عقد أحداث حقيقية وتوقيع الاتفاقيات، ويمكن للشركات الدولية التوقيع على وثيقة ملزمة قانونًا”.
وظهر “أفاتار” وزير الاقتصاد عبد الله بن طوق، وهو يتجول في الميتافرس بل ويتحدث.
بدوره، قال وزير الاقتصاد، وهو أحد أعضاء لجنة المناقشة في هذه الدورة: يعتمد اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة دائمًا على الابتكار والتقنيات، وسوف تعتمد اقتصادات المستقبل على هذه التقنيات. وأعطى مثالاً الانتقال من ميناء بحري إلى مطار أو ميناء عقلي. لقد رأينا الكثير من المواهب والشركات القادمة إلى الإمارات.
ولفت إلى أن الجيل Z سينفق معظم دخله في الميتافرس، مستشهداً بابنته البالغة من العمر 10 سنوات التي تلعب على Roblox.
أما المدير العام لشركة Accenture “بشير كيلاني” فقال: “سنضيف اقتصادًا آخر إلى الاقتصاد العالمي، فنحن محظوظون في هذا الجزء من العالم بأن يكون لدينا شريحة كبيرة من الناس (70%) تحت سن الثلاثين. وأكّد أنّ المنطقة والإمارات العربية المتحدة أفضل بنية أساسية لتكنولوجيا المعلومات.
أما الخطوة التالية، فأشار “كيلاني” إلى أنها ستكون من خلال العمل على “المنصات”، ثم إنشاء المحتوى مشدداً على أهمية الموهبة في هذا الشقّ.
وبحسب “كيلاني”، هناك مسؤولية في الميتافرس، ويجب أن يكون هناك مرونة في النظام وخلق الثقة. فرفاهية الإنسان مهمة، بالإضافة إلى الأخلاقيات وكيفية تصرفه مع الآخرين.
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل “خلفان بالهول”: “إن الميتافرس هو واحد من أهمّ حوارات الثورة الصناعية الرابعة، وحتى اليوم لم نطئ حتى سطح الميتافرس، إنه عالم كبير وعلينا التعمّق به لاسكتشافه”. ولابدّ من تكيّف الإنسان مع هذا العالم الجديد.
وشدد على ضرورة التعاون والشمولية بضمان نجاح أس عمل نقوم به في عالم الميتافرس.
وتابع: “الابتكار جزء من الحمض النووي لقادة دولة الإمارات العربية المتحدة”.
التوائم الرقمية
أما عن الفرص في القطاع العقاري، فشرح مدير عام العمليات في “شركة داماك العقارية” “علي سجواني” مفهوم “التوأمة العقارية”، وكيفية شراء عقار عن طريق الميتافيرس، حيث يمكن للعميل ان يرى منزله الذي يرغب بشرائه بطريقة تفاعلية وكانه في الواقع، فيختار كل ما يريده وكأنه أمامه، من التصميم إلى الإطلالة وغيرها.
في الوقت عينه، كشف “صموئيل هاميلتون” من Decentraland أن هناك حكومات تتطلع إلى بناء سفارات في الميتافرس.
وقال: “في البلدان الصغيرة يكون بناءها مكلفًا، فلماذا لا تفعل ذلك في الميتافرس، مثل إصدار التأشيرات وما إلى ذلك، الأمر الذي سيوفّر الكثير من المال”.
هذا وقال مدير القطاع الحكومي لدى مايكروسوفت الشرق الأوسط وأفريقيا خلال جلسة مستقبل عالم الميتافرس “إيهاب فوده” : التوائم الرقمية سترسم مستقبل حلول الميتافرس الصناعي في العالم. فالتطور الحاصل على صعيد التحول الرقمي والذكاء الإصطناعي والأتمتة وتحليل البيانات يمهّد الطريق لازدهار تطبيقات الميتافرس.
“مايكروسوفت ” تركّز حالياً على 3 محاور ترتبط بالميتافرس وهي:
- تعزيز تجربة الحضور والتواصل في أماكن العمل.
- إنشاء عوالم إنغماسية وآمنة يمكن التفاعل فيها بشكل أكبر.
- الإستفادة من البيانات في عملية أتمتة والتحكّم بالأشياء والقدرة على التنبؤ في العالم الواقعي باستخدام التوائم الرقمية والذكاء الإصطناعي والنمذجة الثلاثية الأبعاد.
هذا وأشار وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، ونائب المدير العام لمؤسسة دبي للمستقبل “عمر سلطان العلامة”، إلى أن Dubai Metaverse Assembly تعمل كمنصة عالمية تجمع خبراء التكنولوجيا ومجتمع الميتافرس الأوسع من جميع أنحاء العالم تحديد الفرص وتسخير إمكانات هذا العالم الافتراضي الواعد.
وقال: “من خلال هذا الحدث الافتتاحي، نسلط الضوء على الإمكانات غير العادية لهذا العالم الغامر لتسريع النمو الاقتصادي ودفع الابتكار وخلق مستقبل أفضل بشكل أساسي للبشرية”.
وتضمن الملتقى جلسة حوار مع سعادة سلطان أحمد بن سليّم رئيس مجلس الادارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية مع المقدمة براندي سكوت من شبكة
الاذاعة العربية، حول دور الميتافرس في عملهم في موانئ دبي، وقال: “موانئ دبي بدأت باستخدام الميتافيرس في التدريب أي في عمليات تدريب الموظفين، وفي عمل محطات الموانئ بحيث يمكننا تتبع كل محطات الموانئ وبشكلٍ مباشر عبر هذه التقنية. على سبيل المثال، يمكننا مشاهدة وتتبع محطة خاصة بموانئ دبي في الفلبين مثلاً عبر الميتافيرس. ويمكننا ان نكون معهم في الغرفة ذاتها. هذا من ناحية التحكم بالمحطات.”
من ناحية ثانية، تفيدنا تقنية الميتافيرس في مجال الاصلاحات وتصليح الاشياء اذ يمكننا ارشاد العمال أينما وجدوا حول العالم، ماذا عليهم ان يفعلوا وكيف عبر الميتافيرس ودون الحاجة للسفر.
وكذلك يمكننا الميتافيرس من التفتيش والتتبع المخصّص لمعرفة وتتبع الحمولات واستكشافها من بعد.
وأضاف معلقاً على احتمالية العمل في الميتافرس: “شهدنا المشكلة ذاتها مع الذكاء الاصطناعي وبدأ الناس يتحدثون حول امكانية حلول الالة مكان الانسان في الاعمال الا ان هذا لم يحدث، فالانسان هو من صنع الالات. وفي حالة العمل في الموانئ والمحطات هناك خطر على حياة الانسان، لذا نحن نستعيض عن الانسان بالآلة فقط في حالات الاعمال الخطرة.
وأعلن انهم في موانئ دبي قد أطلقوا وظيفة ستصبح قريباً في الميتافيرس وهي “سائق الرافعة-crane driver” نظراً لخطورتها وصعوبتها اذ يحتاج سائق الرافعة للبقاء داخلها لاكثر من 12 ساعة”.
وهذا العمل لم يعد خاص فقط بالرجال بل ساعدنا الميتافيرس على ادخال النساء الاماراتيات في هذه المهام. عصرنا اليوم ليش للأقوى في حمل الأثقال في الموانئ بل لأصحاب الأفكار الابتكارية والابداعية.
لدينا محطة في نوتردام، لا يوجد افراد يعملون بها بل هي خاضعة للتحكم عن بعد، بينما العمال يجلسون في مكاتبهم ليقدموا افضل ما لديهم.
“نحن مؤسسة تحتاج الى التكنولوجيا لأننا مؤسسة عالمية تعمل مع الكثير من الشركات وتقوم بالعمل على 57 مليون حمولة هذا العام وفي العام المقبل سنعمل على عددٍ أكبر لذلك نحن نحتاج للتكنولوجيا بشكلٍ كبير لإتمام هذه العمليات كلها”.