كوريا الجنوبية تهدف إلى تعزيز الاقتصاد باستخدام الهوية الرقمية على البلوكتشين
تخطط كوريا الجنوبية لتقديم هوية رقمية مؤمنة بواسطة البلوكتشين للمواطنين باستخدام هاتف ذكي لأنها تستغل أكثر سكان العالم ذكاءً من الناحية التقنية لتعزيز النمو الاقتصادي. تعدّ المعرفات المزروعة بالهواتف الذكية من بين أحدث التقنيات الناشئة التي تدعم الاقتصاد الرقمي الذي توسّع مع زيادة عدد الأشخاص الذين يعملون من المنزل، ويسدّدون مدفوعات غير نقدية، ويستكشفون المجال.
تعمل المعرّفات الرقمية على تبسيط عملية التحقق على الويب، مما يلغي الحاجة إلى تصوير الشهادات أو تسجيل الدخول عبر رموز المصادقة المرسلة عن طريق النص. بدلاً من ذلك، فإن الأنشطة مثل التقدم للحصول على مزايا الدولة أو تحويل الأموال أو حتى الإدلاء بصوت، هي مجرد بصمة.
وفي هذا الصدد، علّق الخبير الاقتصادي في معهد سياسات العلوم والتكنولوجيا الكوري “هوانج سيوجون” قائلاً: “يمكن أن تحقق المعرفات الرقمية فوائد اقتصادية ضخمة في مجالات التمويل والرعاية الصحية والضرائب والنقل وغيرها من المجالات، وقد تنتشر بسرعة بين السكان الكوريين”.
وأضاف: “لكن يجب أن يكون هناك المزيد من تقييم المخاطر من الناحية التكنولوجية للتأكد من أن الخطر لا يفوق الفوائد”.
يطلق البنك الدولي على المعرفات الرقمية “تغيير قواعد اللعبة” وترى شركة McKinsey & Co. قدرتها على زيادة الناتج المحلي الإجمالي لدولة ما بنسبة تصل إلى 13٪ وخفض تكاليف الأعمال بتريليونات الدولارات.
يعتمد تقدير McKinsey على الاستيعاب الواسع للمعرفات الرقمية، وتوفير الوقت في العمل الإداري، وتقليل الاحتيال في كشوف المرتبات، وتوسيع الائتمان الاستهلاكي، وتسهيل التجارة وخلق أسواق جديدة.
من جهته، قال المدير العام لمكتب الحكومة الرقمية في كوريا “سوه بو رام”، والذي يقود الخطة: “كل خدمة لم تكن قادرة على الانتقال الكامل عبر الإنترنت ستكون الآن قادرة على القيام بذلك”.
وتابع: “كوريا يمكن أن تجني ما لا يقل عن 60 تريليون وون (42 مليار دولار) ، أو 3٪ من الناتج المحلي الإجمالي ، من حيث القيمة الاقتصادية في غضون عقد من الزمن”.
هذا وقد يساعد أيضًا حماس الكوريين للتبني المبكر، كونهم يحتلون المرتبة الأولى في العالم عندما يتعلق الأمر بالحماس والقدرة على تطبيق التكنولوجيا في الحياة اليومية والشركات والحكومة، وفقًا لمعهد Portulans ، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن.
وأردف “بورام”: بموجب الخطة، لن يكون لدى الحكومة إمكانية الوصول إلى المعلومات المخزنة على الهواتف الفردية، بما في ذلك تفاصيل معرفاتهم الرقمية، وكيفية استخدامها وأين، لأن النظام سيعتمد كليًا على الهوية اللامركزية، وهي شريحة متقدمة من تقنية البلوكتشين.
أما رئيس IDPro وهي جمعية لمحترفي الهوية الرقمية فقال: “أصبحت كوريا قوة هادئة تظهر مستقبل التكنولوجيا العالمية”.