الألعاب القائمة على البلوكتشين.. ثورة تقنية وأرباح هائلة!
خلال جائحة كورونا، ومع التزام الناس بمنازلهم، شهدت ألعاب الفيديو طفرة غير مسبوقة، فتم تعزيز كل جانب من جوانب الألعاب، بدءاً من الهاتف المحمول وصولاً إلى وحدات التحكم، لتصبح الألعاب عبر الإنترنت بلا شك ظاهرة لا يمكن تجاهلها بعد الآن، فيلعب الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم مجموعة متنوعة من الألعاب القائمة على مبدأ اللعب من أجل الربح. كما أن هناك عدد لا يستهان به من الألعاب التقليدية عبر الإنترنت التي يتم لعبها بشكل تنافسي على مستوى عال جدا.
وكانت إحدى الألعاب الأولى التي دفعت مشهد الألعاب التنافسية وإضفاء الشرعية على الرياضات الإلكترونية إلى جمهور أوسع هي لعبة “League of Legends” وبطولة “World Championship” الضخمة لعام 2015.
“دبي للسلع المتعددة” يطلق مركزاً لدعم قطاع الألعاب الإلكترونية
أعلن مركز دبي للسلع المتعددة، المنطقة الحرة الرائدة على مستوى العالم والسلطة التابعة لحكومة دبي المختصة بتجارة السلع والمشاريع، عن إطلاق مركز الألعاب التابع له بهدف دعم قطاع ألعاب الفيديو التي تشهد نمواً بوتيرة متسارعة على الصعيدين الإقليمي والعالمي. وتبلغ الإيرادات التي تحققها الألعاب الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حالياً 1.8 مليار دولار أميركي، ومن المتوقع أن تصل إلى 5 مليارات دولار أميركي بحلول عام 2025.
ويأتي مركز الألعاب، الذي أطلقه مركز دبي للسلع المتعددة خلال مهرجان دبي للرياضات الرقمية، تتويجاً لجهود المركز الحثيثة في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، والذي سيوفر بدوره بيئة داعمة تساعد شركات القطاع على تحقيق النمو والازدهار. يضم مركز دبي للسلع المتعددة حالياً ما يزيد عن 50 شركة ألعاب تتنوع أنشطتها من التطوير والإنتاج، إلى الرياضات الإلكترونية وتنظيم البطولات.
وسيقع مقر مركز الألعاب في المنطقة الحرة التابعة لمركز دبي للسلع المتعددة الحائزة على جوائز عالمية، مما يتيح للشركات التي ستعمل فيه وصولاً غير محدود إلى مجتمع أعمال نابض بالحيوية من شركات الألعاب ويفتح آفاق تعاون جديدة مع الشركات المماثلة في القطاع. كما ستستفيد شركات الألعاب، التي تتطلع إلى توسيع حضورها وقاعدة جماهيرها على مستوى العالم، من الخدمات التي يقدمها مركز دبي للسلع المتعددة من إجراءات إنشاء الشركة إلكترونياً، والبنية التحتية عالمية المستوى، والالتزام بشكل عام بزيادة سهولة ممارسة الأعمال.
أبوظبي تستضيف النسخة الأولى لقمّة “الألعاب من أجل الربح”
استضافت أبوظبي قمّة “الألعاب من أجل التغيير” الأولى في منطقة الشرق الأوسط في أوكتوبر الماضي ،حيث اجتمع أكثر من 400 من أبرز خبراء ومختصي وشركات تطوير الألعاب من المنطقة والعالم. وشكّلت القمة، التي استضافتها مؤسسة “الألعاب من أجل التغيير” بالشراكة مع مبادرة أبوظبي للألعاب والرياضات الإلكترونية وبعثة الولايات المتحدة في دولة الإمارات وtwofour54 وEndless Studios، منصةً مثالية لتسهيل التواصل وبناء العلاقات التجارية وتعزيز الحوار العالمي حول سُبل استخدام الألعاب الإلكترونية لإحداث تأثير إيجابي في المجتمع.
وجمعت القمة على مدار يومين أبرز خبراء الألعاب الإلكترونية العالميين من شركات التكنولوجيا والألعاب الرائدة مثل جوجل وروبلوكس وآيرون غالاكسي وفيز كلان، إلى جانب شركات الألعاب المحلية والمواهب المتميزة في هذا المجال لاستكشاف أفضل الممارسات وبناء علاقات تجارية قويّة في دولة الإمارات.
وفي هذا الصدد، علّق قال “جيمس هارت”، مدير إدارة الاستراتيجية وتطوير الأعمال في أبوظبي للألعاب والرياضات الإلكترونية قائلاً: “ساهم اختيار مؤسسة الألعاب من أجل التغيير لمدينة أبوظبي لاستضافة أول قمة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ترسيخ مكانة الإمارة كمركز إقليمي بارز في قطاع الألعاب الإلكترونية. وشكّل الحدث منصة بارزة لتعزيز منظومة الألعاب والرياضات الإلكترونية في أبوظبي حيث جمع كوكبة من أهم الشركات الرائدة في القطاع من جميع أنحاء العالم، مع أكثر من 400 مطوّر ولاعب محلي. مهمتنا الأساسية هي تمكين ودعم مطوّري الألعاب لصناعة تأثير إيجابي ملموس في عالمنا من خلال ألعاب الفيديو، ونتطلع قُدماً إلى رؤية ثمار هذه التجربة المذهلة”.
السعودية تستعد لخوض غمار أكبر استثمار في مجال الألعاب
تتطلع مجموعة الألعاب السعودية “The Savvy Gaming Group” للخوض في غمار أكبر إستثمار في مجال الألعاب، والبالغ قدره 142 مليار ريال سعودي (37.8 مليار دولار)، وذلك ضمن إستراتيجية المملكة المتطلعة لتوسع كبير في هذا المجال، في محاولة منها لتجعل المملكة هي المركز الرئيسي على مستوى العالم في الألعاب الالكترونية في مدة قصيرة لا تتعدى عام 2030.
وإن هذا الإستثمار يتضمن 50 مليار ريال سعودي (13.3 مليار دولار) مخصصة للحصول على ناشر ألعاب رائد وذلك بهدف تطويره ليصبح شريكا استراتيجيا في تنمية هذا القطاع.
أرباح هائلة!
حتى يومنا هذا، جمعت شركات الألعاب الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2022، 16 مليون دولار من سبع صفقات. لطالما كانت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا سوقًا متناميًا لألعاب الفيديو لسنوات. وتعدّ Ubisoft و Minecraft و Fortnite الشباب في المنطقة من بين أكثر المعجبين حماسة.
هذا ويعتبر مدير إدارة الاستراتيجية وتطوير الأعمال في أبوظبي للألعاب والرياضات الإلكترونية “جيمس هارت” أن السوق قوي في الإمارات العربية المتحدة، حيث يعد نصيب الفرد من إنفاق اللاعبين هو الأكبر في المنطقة وواحدًا من أعلى المعدلات في العالم.
وفي عام 2021، تصدرت المملكة العربية السعودية قائمة دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ذات الاستهلاك الأكبر لألعاب الفيديو، حيث بلغ السوق مليار دولار.
ويستمر عدد اللاعبين في المنطقة في الارتفاع حيث أصبحت الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة التحكم متاحة لعدد أكبر من سكان المنطقة. وكشفت دراسة استقصائية حديثة أن 50٪ من سكان المملكة العربية السعودية يعرّفون أنفسهم على أنهم لاعبون منتظمون.
ومن المتوقع أن تصل إيرادات قطاع الألعاب العالمية إلى 200 مليارات دولار في العام 2022، وفقًا لمراجعة لأكثر من 140 شركة ألعاب مدرجة في البورصة من قبل محلل السوق “نيوزو”.
وتعدّ الولايات المتحدة حاليًا أعلى منفق على ألعاب الفيديو، حيث من المتوقع أن تصل عائدات الألعاب إلى 50.5 مليارات دولار خلال العام الجاري، وفقًا لـ”نيوزو”. في حين تأتي الصين في المرتبة الثانية بإيرادات تبلغ 50.2 مليارات دولار.
تقنية البلوكتشين تغيّر مفهوم الألعاب عبر الإنترنت
سيكتسب مجال الألعاب أهمية أكبر عند اعتماد تقنيات أكثر تقدمًا مثل الواقع الافتراضي “الميتافرس”، والواقع المعزز. بينما أصبحت الرياضات الإلكترونية أكثر جاذبية من خلال تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي، فسيوفر الميتافرس مشاركة فائقة وتحقيق الدخل في قطاع الألعاب.
إنّ تكامل الرياضات الإلكترونية مع عالم الميتافرس، يتجاوز رياضة الواقع الافتراضي التنافسية في بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد واقعية، بل “إنه يفتح إمكانية تحويل البطولات الشخصية والمادية إلى بيئات افتراضية – وبالتالي، يفتح الباب أمام إمكانية مشاهدة المزيد من المشاهدين والمتفرجين من أي مكان في العالم ومن أي زاوية يفضلونها.