من الشخصيّة الأكثر تأثيراً في مجال العملات الرقمية لعام 2022؟
لا شكّ أنّ عام 2022 لم يكن عاماً حليفاً لحظّ مجال العملات الرقمية إلّا أنّه من المؤكّد كان عاماً حافلاً للغاية! كبار وعمالقة من شركات ومنصات العملات الرقمية أعلنت إفلاسها وربّما أخرى بالمقابل تقدّمت وتطوّرت! لكن في سنةٍ حافلةٍ كهذه، من كانت يا ترى الشّخصيّات الأشهر على الإطلاق في مجال العملات الرقمية لعام 2022؟
الشّخصيات الأشهر في عالم العملات الرقمية لا تعني فقط من الشخصيّة الأقوى بل الشخصيّة الأكثر تأثيراً في السوق، فالغريب في سوق العملات الرقمية مثلاً أنّه أحياناً تغريدة واحدة من مؤثّر في هذا المجال من الممكن أن تدمّر عملة أو شركة أو فرد أو العكس حتّى. ربّما هذه النّقطة أيضاً إحدى علل هذا المجال وليست ميزة. وتبرز شخصيات كثيرة مؤثرة في هذا المجال من رؤساء تنفيذيين ومؤسسي منصات لتداول العملات الرقمية أو حتى خبراء في هذا المجال.
أنلوك تستطلع
شاركت أنلوك عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعية (لينكد إن وتويتر) استطلاعاً للرأي، تضمّن سؤالاً هو التالي: “برأيك من هي الشخصية الأكثر تأثيراً في مجال العملات الرقمية لعام 2022؟”
وتضمنت الاحتمالات أسماء أربعة من كبار المؤثرين في مجال العملات الرقمية، “فيتاليك بوتيرين- مؤسس إيثيريوم، تشانغبينغ زاو- الرئيس التنفيذي لشركة بينانس، سام بانكمان فرايد- الرئيس التنفيذي السّابق لشركة أف تي أكس، إيلون ماسك – مؤسس تيسلا والرئيس التنفيذي لتطبيق تويتر.”
عبر تطبيق لينكد إن، أجاب معظم القراء بأن “تشانغبينغ زاو” أي الرئيس التنفيذي لشركة “بينانس-Binance” هو الشخصية التي كانت الأكثر تأثيراً في مجال العملات الرقمية لعام 2022 بنسبة 40% بالمائة من الإجابات. في حين سجّلت خيارات كل مين فيتاليك بوتيرين وسام بانكمان فرايد وإيلون ماسك نسبة متساوية، نسبة 20% بالمائة من إجابات القراء لكل من هذه الاحتمالات.
أما عبر تويتر، فكانت الإجابة الأعلى نسبةً مختلفة، إذ صوّت أغلبية القراء بنسبة 44% بالمائة على إسم “سام بانكمان فرايد” الرئيس التنفيذي لشركة “أف تي أكس-FTX” بأنه هو الشخصية التي كانت الأكثر تأثيراً في مجال العملات الرقمية لعام 2022. وقد صوت 22% بالمائة لـ”فيتاليك بوتيرين” وبالنسبة نفسها لـ”تشانغبينغ زاو” أما 12% بالمائة صوتوا لـ”إيلون ماسك”.
“تشانغبينغ زاو”
الملقّب بـ”سي زي-CZ”، ربّما أشهر من أن يعرّف، لا بل تغريدة واحدة من قبله كفيلة بأن ترفع سعر عملة، ترفع سوق العملات الرقمية أو تساهم في هبوطه حتى، والأهمّ أن تغريدة واحدة منه ممكن أن تفلس شركة تقدّر قيمتها بمليارات الدولارات خلال أيام! وهذا ما حصل عام 2022!
“تشانغبينغ زاو” الرئيس التنفيذي لشركة “بينانس- Binance”، حقق العديد من الانتصارات في عام 2022 بينما استسلمت شركات أخرى للعملات الرقمية وكان “الطّعم” الأقوى وحافزاً لإفلاس واحد من أغنى منافسيه من الرؤساء التنفيذيين لأضخم الشركات المتخصصة في مجال العملات الرقمية وهو “سام بانكمان فرايد –Sam Bankman-Fried” الرئيس التنفيذي السابق لـ”أف تي أكس-FTX”.
وبينما شهد عام 2022 انهيار العديد من شركات العملات الرقمية إضافةً إلى “أف تي أكس” و”بلوك فاي” وغيرها، بدا “سي زي” وكأنه منقذ لمجال العملات الرقمية، فقد قفزت بينانس لإنقاذ الشركات المتعثرة لإثبات أن مجال العملات الرقمية لديه القوة اللازمة لتحقيق نجاحه على المدى الطويل.
ما علاقة “سي زي” وتأثيره بإفلاس “أف تي أكس”؟
عبر تغريدة واحدة من “سي زي” أعلنت فيها “بينانس- Binance” رسمياً أنها ستبيع كل الممثلات الرقمية “FTT” التي تلقتها من “FTX” بعد تخلّيها عن ملكية أسهم في “FTX” أفلست شركة “أف تي أكس” التي كانت تقدر ثروتها بـمليارات الدولارات. أثارت هذه التغريدة هروباً من التداولات عبر منصة “أف تي أكس- FTX” وانسحاباً من قبل المستثمرين فيها بسرعةٍ كبيرة وكانت نقطة تحول لتسليط الضوء على مخالفات مالية خطيرة في “أف تي أكس” تورط فيها العديد من المديرين التنفيذيين، بما في ذلك سام بانكمان فرايد وكارولين إليسون الرئيسة التنفيذية لشركة ألاميدا واللذان يخضعان الآن لتحقيقاتٍ جنائية.
“فيتاليك بوتيرين” (تأثير كبير على المدى البعيد)
“فيتاليك بوتيرين” هو مؤسس شبكة إيثيريوم، ثاني أكبر شبكة بلوكتشين في العالم. لكن ما هو التطوّر التاريخي الذي من الممكن أن يغيّر تاريخ تقنية البلوك تشين والذي شهدته إيثيريوم عام 2022؟
هذا التطور هو عامل أساسي يجعل “فيتاليك بوتيرين” أحد أكبر المؤثرين في سوق العملات الرقمية لهذا العام.
ففي عام 2022 أكملت إيثيريوم خطوتها التاريخية للدمج عبر انتقالها من خوارزمية إثبات العمل إلى خوارزمية إثبات الحصة. ويومها احتفل “فيتاليك بوتيرين” بالحدث على حسابه عبر تويتر، قائلاً: “هذه كانت لحظة عظيمة لنظام إيثيريوم التقني”.
تمّ وصف هذا الدمج وكأنّه طائرة تغيّر محركها في منتصف الرحلة. وإحدى أكبر ميزات هذا الدمج جاءت بانخفاض استهلاك الطاقة بنسبة 99.95% بالمائة.
وما بعد مرور مجال العملات الرقمية بفترة “شتاء الكريبتو” والتي لا زالت مستمرة حتى الآن، برز رأيه ملفتاً للجميع، خاصةً ما بعد إفلاس شركة “أف تي أكس-FTX”، إذ رأى بوتيرين أنه على ناشطي ومجتمع العملات الرقمية والبلوك تشين الابتعاد عن مراقبة أسعار العملات الرقمية وحسب والتركيز على تطوير التقنيات في المجال وتحسينها. فبرأيه هذا ما يفيد السوق والتقنيات هذه اليوم أكثر بكثير من التنظير فقط.
“سام بانكمان فرايد”
لا شكّ أن “سام بانكمان فرايد-SBF”، الرئيس التنفيذي السايق لشركة “FTX” التي سجّلت إفلاساً مدوٍّ، كان حديث العام في مجتمع العملات الرقمية لعام 2022.
فبعدما شهد سوق العملات والأصول الرقمية الانهيار الملحمي لمنصة “أف تي أكس-FTX” وتأثير منصة بينانس العملاقة من بيعٍ لشراءٍ لتغريدةٍ وغيرهم من هنا وهناك في هذا الإنهيار.. خسر سام بانكمان فريد كامل ثروته وشركته وأعلن إفلاسه ليبقى مديوناً بما قيمته 650 مليون دولار وأكثر. وبين ليلة وضحاها تحول مشروع جرى تقييمه بـ32 مليار دولار إلى لا شيء، بل أسوأ من كابوس للمتداولين والمستثمرين والأهم لسوق العملات الرقمية الذي تأثر سلباً وسجل خسائر غير مسبوقة خلال 48 ساعة ما بعد إفلاس “أف تي أكس”.
وما يجب الوقوف عنده هو أن عاصفة السوق هذه لم تقف تأثيراتها على إفلاس “سام بانكمان فرايد”، فقد تخبّط سوق العملات الرقمية وتدهورت أسعاره، إذ انخفضت أسعار كل من بيتكوين وإيثيريوم بنسبة 14.3% و20% بالمائة على التوالي وأكثر ما بعد إعلان “أف تي أكس” إفلاسها مباشرةً.
حالياً، لا يمرّ أسبوع كامل على صفحات تويتر دون أن يتصدّر إسم “سام بانكمان فرايد” الصفحات.
وما بعد الإفلاس اعتذر بانكمان-فرايد في سلسلة من التغريدات قائلاً: “أنا آسف حقاً، مرة أخرى، لأن المطاف انتهى بنا هنا. نأمل أن تجد الأمور طريقة للتعافي. نأمل أن يجلب هذا قدراً من الشفافية والثقة”. وقال أيضاً أنه “صدم لرؤية الأمور تتشتت بالطريقة التي حدثت”.
ويوم الاثنين، 12 ديسمبر، اعتقل ضباط وحدة التحقيق في الجرائم المالية في جزر البهاما سام بانكمان فريد في مكانه السكني، في ناسو، بطلبٍ من حكومة الولايات المتحدة، بناء على لائحة اتهام مختومة قدمتها محكمة المنطقة الجنوبية من نيويورك (SDNY).
وهكذا، شهد الرجل الذي كان ملقباً في السابق بـ”ملك العملات الرقمية” انهيار شركته، وتنحى عن منصبه كرئيس تنفيذي ويواجه الآن تحقيقا جنائياً يعد الأكبر والأشهر عالمياً في مجال الجرائم المالية. ولا زال مجتمع العملات الرقمية يترقب أخبار هذه المحاكمة وينتظر نتائجها يوماً بيوم لما فيها من تأثيرٍ كبير على سوق العملات الرقمية حتى الآن!
“إيلون ماسك”
أغنى رجل أعمال في العالم، وبطل الاستحواذ على منصة تويتر لعام 2022. كيف يمكن أن يؤثر “إيلون ماسك” على مجتمع العملات الرقمية؟ سؤال يجيبه سؤالٌ آخر، يشغل محبّي منصة تويتر للتواصل الاجتماعي ومجتمع العملات الرقمية في آنٍ واحد، وهو: هل تدخل العملات والأصول الرقمية الطائر الأزرق أو هل سيطلق إيلون ماسك “عملة تويتر الرقمية”؟
ضجّت مواقع التواصل الاجتماعية والقنوات الإخبارية من حول العالم في الآونة الأخيرة حول شراء الملياردير “إيلون ماسك” لمنصة تويتر بمبلغ 44 مليار دولار أميركي.
وفي مجتمع العملات الرقمية، خلق شراءه لهذا التطبيق الكثير من التكهنات المتزايدة حول كيفية قيام إيلون ماسك بدمج العملات الرقمية في تويتر إذ أن تطبيق تويتر قد سمح سابقاً للمستخدمين وضع الرموز الغير قابلة للاستبدال (NFTs) كصورٍ شخصية.
وفي تقريرٍ خاص صادر عن بلومبيرغ، بعنوان “كيف يمكن لإيلون ماسك إدخال العملات الرقمية أكثر في تويتر؟” أوضح أن “موقف ماسك من مجال العملات الرقمية معقد بعض الشيء، إذ يبدو بحسب تغريداته أنه يحتضنها في دقيقة واحدة ويقلل من شأنها في الدقيقة التالية. إلا أن هذا لم يمنع مؤيدي مجال البلوكتشين والعملات الرقمية من تخيل توسع ميزات البلوكتشين والعملات الرقمية الخاصة بتويتر تحت إدارته والتي من شأنها توسيع نطاق التبني السائد لهذه التقنيات.”
وما زاد فضول جماهير مجال العملات الرقمية أكثر، هو انعكاس خبر استحواذ إيلون ماسك على تطبيق تويتر على عملة ماسك الرقمية المفضلة “دوج كوين- Dogecoin”.
هذا وانتشرت الشائعات بأن “تويتر قد يعمل على إطلاق عملته الرقمية الخاصة بعد انتشار صور عبر التطبيق نفسه لعملة ذهبية تتضمن لوغو تويتر.”
إيلون ماسك يعتقد أن هناك دور أساسي للعملات الرقمية في المستقبل ولم يفصح اسم العملة التي يتوقع أن تتقدم في هذا المجال، ويعتبر العملات الرقمية وسيلة لضمان عدم تلف النظام النقدي تماماً في المستقبل وأن مجال العملات الرقمية يوفر بشكل أساسي منافسة لنظام العملات التقليدية. فماذا ستكون خطوته التالية في هذا المجال يا تُرى؟
لا شكّ أنه في مجالٍ كعالم العملات الرقمية سيكون هناك الشخصيات الشهيرة أو تلك المؤثرة وأخرى ثرية أو ذكية للغاية. وكغيره من المجالات لا بدّ من وجود مؤثرين كهؤلاء، لكن مع مميزات مجالات العملات الرقمية والبلوكتشين وانفرادها بصفة “اللامركزية”، يطرح انحصار عامل “التأثير” في هذه الشخصيات بشكلٍ كبير للغاية تناقضاً واضحاً بين ما ترمز له اللا مركزية في هذا المجال وبين حجم تأثير كل فرد من المذكورين وغيرهم من رؤساء الشركات الأخرى وانحسار مسار الأمور بناءً على آرائهم في كثيرٍ من السياقات. فهل سيحتجّ المدافعون عن “لا مركزية” مجال العملات الرقمية على مدى تأثير “الكبار في المجال” على السوق سلباً أو إيجاباً؟ وهل سيحمل عام 2023 شخصيّات مؤثرة جديدة في هذا المجال؟