ارتفاع كبير في جرائم قرصنة العملات الرقمية والخسائر تتجاوز 1.6 مليار دولار
شهدت عمليات القرصنة على العملات الرقمية ارتفاعًا ملحوظًا في النصف الأول من عام 2024، حيث تضاعفت الخسائر تقريبًا لتصل إلى 1.6 مليار دولار، مدفوعةً بالزيادة المطردة في قيمة الأصول الرقمية، وفقًا لأحدث تقارير شركة “تشاين أناليسيس” المتخصصة في تحليل البيانات على شبكات البلوكتشين.
أرجع إريك جاردين، رئيس أبحاث الجرائم الإلكترونية في شركة “تشاين أناليسيس” ، الارتفاع الكبير في قيمة العملات الرقمية المسروقة خلال العام الجاري إلى الزيادة الحادة في أسعار هذه الأصول الرقمية، مؤكدًا في رسالة بالبريد الإلكتروني لـ بلومبرغ نيوز أن هذا الارتفاع في الأسعار قد يكون الدافع الرئيسي وراء النمو الكبير في قيمة المسروقات.
هذا وشهد سعر عملة بتكوين ارتفاعًا قياسيًا ليصل إلى ما يقرب من 74 ألف دولار في مارس الماضي، وذلك بعد إطلاق عدد من الصناديق المتداولة في الولايات المتحدة في يناير، والتي ساهمت في زيادة الطلب على هذه العملة الرقمية. ورغم التذبذبات التي شهدها السوق مؤخرًا، إلا أن بيتكوين لا تزال تحافظ على ارتفاع بنسبة 38% مقارنة ببداية العام، وفقًا لبيانات بلومبرغ. وتشير تقديرات “تشاين أناليسيس” إلى أن بيتكوين تشكل نحو 40% من قيمة العملات الرقمية المسروقة هذا العام.
على الرغم من انخفاض إجمالي الخسائر الناتجة عن سرقة العملات الرقمية في عام 2023 مقارنة بالعام السابق، إلا أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ شهدت العديد من الهجمات البارزة. وتشمل هذه الهجمات سرقة 301 مليون دولار من شركة “دي إم إم بيتكوين” اليابانية و235 مليون دولار من شركة “وزير إكس” الهندية، مما يؤكد استمرار التهديدات التي تواجه هذا القطاع.
إلى ذلك، أشارت شركة “تشاين أناليسيس” إلى عودة الهجمات السيبرانية التي تستهدف منصات التداول المركزية، بعد فترة من التركيز على المنصات اللامركزية. ولفت التقرير الانتباه إلى دور المجموعات المرتبطة بكوريا الشمالية في هذه الهجمات، حيث تستخدم هذه المجموعات تقنيات متطورة في الهندسة الاجتماعية لاختراق أنظمة الأمن في هذه المنصات، وهو ما يتوافق مع التقييمات السابقة للسلطات الأميركية التي ربطت كوريا الشمالية بعمليات سرقة واسعة النطاق للعملات الرقمية.