أخبار المنطقةأخبار حكوميةأصول ممثلة رقميًا

تحالف سعودي صيني يهدد هيمنة الولايات المتحدة على صناديق التداول الفورية

تواصل عملة البيتكوين صعودها الحاد، حيث تجاوز سعرها حاجز 73,500 دولار، مدفوعةً بزيادة الاهتمام المؤسسي بها. فمع ارتفاع معدلات التضخم العالمية، تلجأ المؤسسات الكبرى إلى البيتكوين كأحد الأصول الآمنة لتحوط ثرواتها. كما ساهم الطلب المتزايد من جانب صناديق تداول البيتكوين الفورية، والتي تجاوزت أصولها الإجمالية 66 مليار دولار، في دفع الأسعار إلى مستويات قياسية.
ويؤكد ارتفاع الفائدة المفتوحة في البيتكوين بنحو 2 مليار دولار خلال 48 ساعة على قوة الطلب، ويشير إلى توقعات المستثمرين باستمرار الارتفاع. ومع ذلك، يحذر المحللون من أن تثبيت سعر البيتكوين فوق مستوى 76,000 دولار سيكون ضروريًا لتأكيد استمرار الاتجاه الصعودي على المدى الطويل.
وفي تطور جديد قد يغير قواعد اللعبة، أعلن عن تحالف بين السعودية والصين لإنشاء صناديق تداول البيتكوين الفورية، مما قد يشكل تحديًا للهيمنة الأميركية على هذا السوق. هذا التحالف قد يؤدي إلى زيادة تدفق الاستثمارات نحو البيتكوين، وتوسيع نطاق تداولها في الأسواق الناشئة.

شراكة الصين والسعودية في مجال صناديق تداول البيتكوين الفورية

أطلقت المملكة العربية السعودية أول صندوق تداول فوري يتتبع أداء الشركات الصينية المدرجة في هونج كونج، ليصبح بذلك أكبر صندوق من نوعه في المنطقة. يوفر صندوق “Albilad CSOP MSCI Hong Kong China Equity ETF” الجديد، والذي جمع أصولاً تفوق 1.2 مليار دولار، فرصة للمستثمرين السعوديين والمؤسسات المالية للوصول إلى سوق الأسهم الصيني الواعد، والاستثمار في شركات رائدة مثل Meituan وTechtronic Industries وAnta Sports.
ويأتي إطلاق هذا الصندوق في إطار الجهود المبذولة لتنويع الاقتصاد السعودي وتعزيز علاقاته الاقتصادية مع الصين. كما أنه يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز مكانة السوق المالية السعودية كمركز إقليمي للاستثمار.
ومن المتوقع أن يشجع هذا الإطلاق على تدفق المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى المملكة، ويساهم في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.

يهدف صندوق المؤشرات المتداولة، إلى جانب صندوق المؤشرات المتداولة SAB Invest Hang Seng Hong Kong ETF الذي تم إطلاقه يوم الخميس، إلى جذب المستثمرين في الشرق الأوسط الحريصين على اكتساب التعرض لنمو الصين. تأتي اتفاقية صناديق المؤشرات المتداولة هذه بعد وقت قصير من زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية، حيث تعهدت الدولتان باستثمار مليار دولار في أسواق صناديق المؤشرات المتداولة في كل منهما لبناء جاذبية للمستثمرين المحليين.
ووصف المحلل في بلومبرغ إيريك بالتشوناس هذه الاستراتيجية بأنها “استراتيجية تقاسم السيولة” التي تهدف إلى منع المستثمرين المحليين من تفضيل صناديق التداول الفورية التي مقرها الولايات المتحدة.

مع تدفق استثمارات جديدة بقيمة 3 مليارات دولار أميركي إلى صناديق التداول الفورية في الولايات المتحدة خلال شهر أكتوبر الماضي، ووصول إجمالي أصول هذه الصناديق إلى 68.5 مليار دولار، فإن الشراكة السعودية الصينية لإنشاء صناديق استثمار متداولة جديدة، خاصة تلك التي تتبع مؤشرات الأسهم الصينية، قد تشكل منافسة قوية على هذه الصناديق الأمريكية.
قد يؤدي هذا التوجه إلى تحويل جزء من تدفقات الاستثمار بعيدًا عن صناديق التداول الفورية الأميركية، وخاصة تلك التي تستثمر في أسواق الأسهم الآسيوية. ومع ذلك، من المتوقع أن يقوم بعض المستثمرين بتنويع استثماراتهم عبر كلا النوعين من الصناديق، مما قد يحد من التأثير السلبي على نمو سعر البيتكوين.

التحفيز الضخم في الصين قد يزيد الطلب على البيتكوين

بالإضافة إلى ذلك، فإن التطورات الاقتصادية الأخيرة في الصين قد تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل مستقبل سوق البيتكوين. فمع إعلان الحكومة الصينية عن حزمة تحفيز اقتصادي ضخمة، يتوقع بعض المحللين، مثل آرثر هايز مؤسس منصة BitMEX، أن يتجه المستثمرون الصينيون الأثرياء نحو البيتكوين كملاذ آمن لتحوط ثرواتهم من التضخم المتوقع.
تاريخيًا، ارتبطت قيمة البيتكوين بعكس اتجاه قيمة اليوان الصيني. ففي الأوقات التي تشهد فيها العملة الصينية ضعفًا، يميل المستثمرون الصينيون إلى شراء البيتكوين للحفاظ على قيمة ثرواتهم. ومع ذلك، فإن التأثير الفعلي للسياسات الاقتصادية الصينية على سوق البيتكوين لا يزال غير مؤكد، ويعتمد على مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك رد فعل الحكومة الصينية على ارتفاع أسعار البيتكوين، والتطورات في السوق العالمية للعملات الرقمية.
من الجدير بالذكر أن الاستثمار في البيتكوين يحمل درجة عالية من المخاطرة، نظراً لتقلباته الشديدة وتأثره بالعوامل الخارجية. لذلك، ينصح المستثمرون بإجراء دراسة متأنية قبل اتخاذ أي قرار استثماري.

البيتكوين تستهدف مستويات مقاومة أعلى

مع اقتراب سعر البيتكوين من مستوى 73,850 دولارًا، تشير المؤشرات الفنية إلى احتمال استمرار الارتفاع، حيث تشير مستويات المقاومة التالية إلى 75,070 دولارًا و76,630 دولارًا. ومع ذلك، فإن قراءة مؤشر القوة النسبية (RSI) التي تتجاوز 70 تدل على وجود حالة من الإفراط في الشراء، مما قد يزيد من احتمالية حدوث تصحيح قصير الأجل.
وفي الوقت نفسه، تشير مستويات الدعم الرئيسية عند 71,850 دولارًا و70,640 دولارًا، بالإضافة إلى المتوسط المتحرك الأسي لـ 50 يومًا عند 69,110 دولارًا، إلى وجود مناطق قد تتوقف عندها عمليات البيع.
من جهة أخرى، فإن إطلاق صناديق التداول الفورية الجديدة في المملكة العربية السعودية، بالتزامن مع السياسات المالية التحفيزية في الصين، قد يجذب تدفقات استثمارية جديدة إلى سوق العملات الرقمية. فمع ارتفاع الاهتمام المؤسسي بالبيتكوين على مستوى العالم، فإن هذه التطورات قد تؤدي إلى زيادة الطلب على البيتكوين وتعزيز مكانتها كأصل استثماري جذاب.
ومع ذلك، يجب التأكيد على أن أسواق العملات الرقمية تتسم بتقلبات عالية، وأن التوقعات المستقبلية تبقى غير مؤكدة. فالعوامل الاقتصادية والجيوسياسية، بالإضافة إلى التطورات التنظيمية، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على أسعار العملات الرقمية.

مكتب التحرير

مكتب التحرير في موقع آنلوك بلوكتشين الصحافي مؤلف من مجموعة من الصحافيين المتخصصين في مجال تقنيات البلوكتشين والتكنولوجيا المالية والعملات الرقمية. يهدف فريق عمل آنلوك لتزويدكم بكل التطورات والأخبار والتحليلات حول تقنية بلوكتشين والمشتقات المرتبطة بها وإلى نشر المعرفة الصحيحة حولها في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا. تواصل مع فريق العمل عبر هذا البريد الإلكتروني: info(@)unlock-bc.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى