50% من خسائر العملات الرقمية في 2024 ناتجة عن احتيال استثماري

كشف تقرير حديث صادر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أن أكثر من 50% من خسائر العملات الرقمية المُبلّغ عنها خلال عام 2024 ناتجة عن عمليات احتيال استثماري. التقرير، الذي صدر عن مركز شكاوى جرائم الإنترنت التابع للمكتب، أشار إلى أن الخسائر المرتبطة بالعملات الرقمية بلغت نحو 9.3 مليار دولار، بزيادة سنوية بلغت 66% مقارنة بعام 2023.
ووفقًا للتقرير الممتد على 47 صفحة، فقد سجلت الجرائم الإلكترونية المرتبطة بالكريبتو أرقامًا قياسية خلال العام، حيث وصلت الخسائر الإجمالية إلى 16.6 مليار دولار، ما يمثل ارتفاعًا بنسبة 33% عن العام السابق. وأفاد التقرير بأن العملات الرقمية لعبت “دورًا محوريًا” في حجم الخسائر، مع تسجيل نحو 150 ألف شكوى مرتبطة بها.
وأشار التقرير إلى أن الاحتيال الاستثماري كان النوع الأكثر تسببًا بالخسائر، حيث بلغت قيمة ما خسره الضحايا 5.8 مليار دولار. وتتضمن هذه العمليات في كثير من الحالات مخططات احتيالية معقدة، يلجأ فيها المحتالون إلى بناء علاقات وهمية عبر الإنترنت لخداع الضحايا ودفعهم للاستثمار في منصات كريبتو مزيفة.
كما لفت التقرير إلى أن كبار السن كانوا الأكثر عرضة لهذه العمليات. إذ أبلغ الضحايا ممن تزيد أعمارهم عن 60 عامًا عن خسائر فاقت 2.8 مليار دولار، وهي أعلى نسبة بين جميع الفئات العمرية. وفي محاولة لمكافحة هذا النمط من الاحتيال، أطلق مكتب التحقيقات الفيدرالي عملية “Level Up” مطلع 2024، حيث تم تحديد هوية أكثر من 4,300 ضحية، 76% منهم لم يكونوا على علم بأنهم تعرضوا للاحتيال حتى تم التواصل معهم من قبل المكتب.
وفي السياق عينه، أشارت TRM Labs، وهي شركة متخصصة في تحليلات البلوكتشين الجنائية، إلى أن الاحتيال لا يزال “الشكل السائد للنشاط غير المشروع على سلسلة الكتل خلال عام 2024”. وكشفت الشركة في مذكرة بحثية عن إرسال ما لا يقل عن 10.7 مليار دولار من أموال الكريبتو إلى مخططات احتيالية، مع ظهور آلاف المواقع المزيفة وعمليات الاحتيال الاستثمارية الجديدة كل شهر.
وأضاف المحللون في TRM أن المحتالين يواصلون استخدام رموز QR، وأجهزة الصراف الآلي للعملات الرقمية، والعملات المستقرة مثل USDT وDAI، للوصول إلى الضحايا، وذلك غالبًا من خلال شخصيات وهمية يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.