العملات الرقمية تخفف من آلام ضحايا الزلزال.. وشركات التكنولوجيا تحذو حذوها!
هزّ فجر الأحد الماضي زلزالاً مدمّراّ أرض سوريا وتركيا، تسبب بوفاة وإصابة وفقدان آلاف الضحايا تحت أنقاض المباني المدمرة، وما زالت جهود البحث عنهم مستمرة في البلدين. وفي هذا السياق، أبدى المجتمع الرقمي استعداده لتقديم المساعدة في هذه المأساة التي حلت بالشعب التركي و السوري، عبر تقديم جميع المساعدات الممكنة.
مع تدفق التبرعات من جميع أنحاء العالم، تم إنشاء العديد من الجمعيات الخيرية القائمة على العملات الرقمية لمساعدة المتضررين، و ستخصص التبرعات للاغاثة الطارئة و المساعدة الطبية وتكاليف إعادة البناء. فضلاً عن دور تقنية البلوكتشين التي تساعد في تسهيل التحويل الآمن و الشفاف للتحويلات لمن هم في أمسّ الحاجة اليها دون الحاجة لوسيط أو طرف ثالث، الأمر الذي يتيح شفافية أكثر من ناحية جمع التبرعات. وهذا يظهر أن مجال العملات الرقمية ليس مجال للاستثمار و ربح المال فحسب، بل قد يلعب دوراً رئيسياً في العديد من القطاعات الحياتية، وقد يساعد في إنقاذ العديد من الناس.
منصات العملات الرقمية تتكاتف للمساعدة
تقدم منصة “بينانس” للعملات الرقمية دعمها لضحايا الزلزال في تركيا و سوريا، من خلال توفير منصات العملات الرقمية لجمع التبرعات، كما دعت بينانس لتقديم مساعدات للمحتاجين في هذه المناطق المنكوبة. وفي هذا الصدد، أعلن المدير التنفيذي لشركة بينانس CZ انه يعمل بجهد هو وفريقه، لإيجاد حلول لكيفية مساعدة الشعب السوري و التركي جراء الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة.
أما منصة Bitget للتداول بالعملات الرقمية، فتعهدت بتقديم مليون ليرة تركية (حوالي 53000 دولار)، في حين تعهدت Bitfinex و Keet و Synonym و Tether بما مجموعه 5 ملايين ليرة (حوالي 265،500 دولار)، وتعهدت Gate.io بمبلغ مليون ليرة (حوالي 265،500 دولار).
على الصعيد المحلي، أرسلت منصة العملات الرقمية التركية المحلية Bitci شاحنة مساعدات إلى منطقة الزلزال، وأعلنت أنه سيتم التبرع بجميع دخل العمولات لشهر فبراير إلى Ahbap لدعم ضحايا الزلزال المتمركز في كهرمان مرعش. كما أعلنت شركة Icrypex عن جهودها التنسيقية مع AFAD و Ahbap.
كما تبرعت BtcTurk ، وهي منصة تداول تركية أخرى، بمبلغ 6 ملايين ليرة (318000 دولار) لمنظمتي Ahbap و Akut، بالإضافة إلى التبرّع بملابس بقيمة 1.2 مليون ليرة تركية (62000 دولار) إلى منطقة الزلزال بالتعاون مع الحكومات المحلية.
تعهد كل من الفرع التركي ByBit و OKX بتقديم المساعدة في شكل 100000 دولار ومليون ليرة (حوالي 53000 دولار)، على التوالي.
هذا وأطلق الفنان التركي والمدير الفني، رفيق أناضول، حملة تمويل جماعي باستخدام عنوان “إيثيريوم” لجمع المساهمات، وسيتم توجيه الأموال التي تم جمعها إلى كل من AFAD Turkiye و Ahbap.
وفي الوقت عينه، صرّح Gate.io، وهو لاعب بارز في مساحة الويب 3.0، أنه يستكشف إمكانية إطلاق مبادرة مساعدات قائمة على الأصول غير القابل للإستبدال في أقرب وقت ممكن.
بدورها، أعلنت “بايبال” انها ستعمل على تأمين الغذاء والمأوى والملبس والمعدات الطبية إلى المناطق المتضررة. علاوة على ذلك اصدرت CoinMarketCap بيانا عبرت فيه عن التزامها بمساعدة المتضررين من الزلزال.
هذا وتعمل منصات التداول بالعملات الرقمية على زيادة الوعي حول الكوارث الطبيعية و كيفية التصدي لظاهرة الزلازل والكوارث الطبيعية عبر دعم مجال البحث العلمي.
أما شبكة بلوكتشين Avalanche، فتبرعت بمليون دولار بهيئة ممثلات AVAX الرقمية. وفي هذا الصدد، قال المدير التنفيذي لـAvalanche، “أيتونك يلدزل”: “تركيا غالية على قلب Avalanche ومجتمعها، وستساعد الأموال الناس على التعافي بشكل أسرع في أعقاب هذه المأساة، للالتقاء معًا وإظهار أن العملات الرقمية هي قوة من أجل الخير وعلامة أمل لنا جميعًا”.
شركات التكنولوجيا تحضر بقوة ضمن المبادرين بالمساعدة
إلى جانب منصات التداول بالعملات الرقمية، حضرت الشركات التكنولوجية العالمية بقوة ضمن المبادرين بالمساعدة، إذ أعلن بعضها تقديم التبرعات، في حين ذهب البعض الآخر لتوفير خدمات تكنولوجية لمساعدة المتضررين.
وفي هذا الصدد، علّق المدير التنفيذي لـ”غوغل” “سوندار بيتشاي” قائلاً إن شركته ستسخر إمكانياتها لمساعدة الضحايا، وكتب عبر تويتر “نفكر في كل شخص في تركيا وسوريا يعاني من خسارة مدمرة بعد الزلازل، وقد قمنا بتنشيط تنبيهات إس أو إس (SOS) لتوفير معلومات الطوارئ للمتضررين”.
وأكد بيتشاي أن الموظفين في غوغل سيقدمون الدعم المادي لجهود الإغاثة، في خطوة حازت على إعجاب المتابعين الذين طالبوا بتبني الأمر في الشركات الكبرى لتوفير أكبر قدر من التبرعات لحساب المتضررين.
على صعيد المساعدة التكنولوجية، أعلن إيلون ماسك الملياردير الجنوب أفريقي وصاحب “سبيس إكس” عن استعداد شركته لإرسال خدمات “ستارلينك” إلى تركيا لتأمين الاتصالات والإنترنت إلى المناطق التي انقطع بعضها بسبب الزلزال، لكن الحكومة التركية لم توافق على نشر خدماته حتى الآن.
بدوره، أعلن المدير التنفيذي لـ آبل -Apple الأميركية “تيم كوك” أن شركته ستقدم التبرعات للضحايا في سوريا وتركيا.
رغم الرواج والاعتماد الواسع للعملات الرقمية، لا تزال الحرب مفتوحة عليها وبخاصةٍ في غياب التنظيم الكامل لها، إنّما اليوم وفي ظل المأساة الضخمة التي تعيشها كل من تركيا وسوريا، يبرز قطاع العملات الرقمية “بطلاً ومنقذا” يساهم في مساعدة ضحايا كارثة كبيرة. فهل تبدّل هذه المشهدية نظرة العالم حيال العملات الرقمية ويتم اعتمادها بشكل أكبر؟