القمة العالمية للحكومات تسلّط الضوء على تطوير تشريعات الميتافرس
أطلقت القمة العالمية للحكومات بالتعاون مع “آرثر دي ليتل” تقريراً بعنوان “تنظيم عالم الميتافيرس الافتراضي.. الحوكمة ودورها الأساسي في دخول عالم الميتافيرس الافتراضي وتطويره”، بهدف تسليط الضوء على الفرص والإمكانات التي يوفرها الميتافرس في مختلف القطاعات الاقتصادية الرئيسية، مثل الطاقة والمرافق والرعاية الصحية والتصنيع والتعليم.
وأكد التقرير أهمية تعزيز التعاون بين الحكومات والجهات التنظيمية حول العالم، ومواجهة الطبيعة اللامركزية لعالم الميتافيرس الافتراضي عبر الاستثمار في تقنيات الويب 3.0.
هذا ويشير التقرير إلى إمكانية تحقيق هذا الهدف، عبر تطوير معايير واضحة ومحددة للتشريعات والبيانات متعددة المصدر، ما يؤدي بالتالي إلى الارتقاء بمستويات المشاركة وزيادة حالات الاستخدام، وصولاً إلى توسيع منظومة الميتافيرس على النحو الأمثل.
وتضمن التقرير مجموعة من التوصيات الأساسية الهادفة إلى توجيه نهج الحوكمة نحو تعزيز منظومة الاستدامة، إضافة إلى التركيز على توفير الحلول الاستثمارية، وتمكين المجتمعات على نحو أكثر فاعلية في بيئات الواقع الافتراضي أو المعزز.
ووفقاً للتقرير يتوجب على الجهات الحكومية الفاعلة تحقيق هذه الغاية، عبر التركيز على عدد من الأولويات؛ بما في ذلك سن القوانين والأنظمة اللازمة لتطوير هذه المعايير، على نحو يضمن المشاركة الفاعلة من قبل الجهات المعنية، مع الحرص على الاستفادة من الإمكانات والفرص التي يوفرها عالم الميتافرس بأكبر قدر ممكن.
كما يُعدّ سن القوانين والأنظمة المناسبة، من العوامل الحيوية المساهمة في تعزيز مستويات أمن وسلامة المستخدمين وبياناتهم، وتكتسب هذه الأولوية أهمية استثنائية نظراً لدورها في تشجيع الاستثمار عبر عالم الميتافيرس الافتراضي، والارتقاء بمستويات المشاركة من قبل المستهلكين والجهات الرائدة في هذا القطاع. ويتعين على الحكومات أيضاً أن تأخذ بعين الاعتبار المجالات التي تستدعي إقرار السياسات والحوافز، لدفع وتطوير واعتماد عالم الميتافيرس الافتراضي.
وأكد التقرير أيضاً أن تطوير البنية التحتية المتقدمة، يُعد من العناصر الأكثر أهمية حالياً لتطوير عالم الميتافيرس الافتراضي، نظراً لغياب هذه البنية التحتية الضرورية. وفي المقابل، يتوجب على الحكومات أن تساهم على نحو أساسي في تشجيع التطوير والاستثمار المطلوبين، من خلال بعض الأدوات المهمة مثل الإعفاء الضريبي والدعم وتشجيع التعاون.
من جانبه، علّق الشريك الإداري في “آرثر دي ليتل” الشرق الأوسط، “توماس كوروفيلا” قائلاً: “يأتي إطلاق التقرير بالتزامن مع التحولات العالمية الجذرية في عالم التكنولوجيا للتركيز على خدمة المجتمعات، ما يساهم بالتالي في تحفيز الاستثمار على نحو مستمر، لضمان المبادلات الديناميكية على المدى الطويل”.
هذا وتوفر التوصيات التي يتضمنها التقرير، رؤية استشرافية للحكومات والشركات والمستهلكين على حد سواء، تمكنهم من تصور الآثار الإيجابية لعالم الميتافيرس الافتراضي على جميع الصعد وفي شتى المجالات.
ومن المؤكد أن تساهم تقنيات الميتافيرس في الحد من حجم الفجوة الرقمية القائمة، إضافة إلى تقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية والتعليم للشرائح الاجتماعية الأقل حظاً. من جانب آخر، تعد إمكانية التوافق التشغيلي أكثر أهمية لمستقبل الميتافيرس من أي وقت آخر. كما أنه من المتوقع أن يقدم “الميتافيرس الصناعي” أدوات تحويلية حقيقية على مدى السنوات القليلة المقبلة، لإدارة الأعمال على نحو أكثر استراتيجية.